الطريق ، والحكم بحله جاز ان يستند الى حل استعماله في الصلاة وان لم يذك كما أحل الحيتان بخروجها من الماء حية فهو تشبيه للحل بالحل لا في جنس الحلال ، ثم قال قلت لعله ما يسمى في زماننا بمصر وبر السمك وهو مشهور هناك ، ومن الناس من يزعم انه كلب الماء وعلى هذا يشكل ذكاته بدون الذبح لان الظاهر انه ذو نفس سائلة. والله اعلم. انتهى
أقول : والذي وقفت عليه من الروايات المتعلقة بذلك زيادة على ما تقدم في صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج ورواية ابن ابي يعفور المتقدمين ما رواه في التهذيب في باب المطاعم والمشارب عن محمد بن احمد عن احمد بن حمزة القمي عن محمد بن خلف عن محمد بن سنان عن عبد الله ابن سنان عن ابي يعفور (١) قال : «سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن أكل لحم الخز قال كلب الماء ان كان له ناب فلا تقربه وإلا فاقربه». وقال أحمد حدثني محمد بن علي القرشي عن الحسن بن احمد عن ابن بكير عن حمران بن أعين (٢) قال : «سألت أبا جعفر (عليهالسلام) عن الخز فقال سبع يرعى في البر ويأوي الماء».
وروى في التهذيب ايضا عن محمد بن احمد عن احمد بن حمزة عن زكريا بن آدم (٣) قال : «سألت أبا الحسن (عليهالسلام) فقلت ان أصحابنا يصطادون الخز فآكل من لحمه قال فقال ان كان له ناب فلا تأكله ثم مكث ساعة فلما هممت بالقيام قال اما أنت فإني أكره لك اكله فلا تأكله».
ويستفاد من مجموع أخبار المسألة بضم بعضها الى بعض أمور : (الأول) ـ ان الخز دابة تمشي على اربع وانه كلب الماء كما نقل في الذكرى عن بعض الناس ، وقد وقع التصريح بكونه كلب الماء في صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج وهو وان كان في كلام السائل إلا ان الامام (عليهالسلام) أقرّه عليه ، وفي رواية ابن ابي يعفور الثانية وقريب منها رواية حمران الدالة على انه سبع.
(الثاني) ـ ان منه ما له ناب ومنه ما لا ناب له وان الثاني يحل أكل لحمه كما صرحت
__________________
(١ و ٢ و ٣) الوسائل الباب ٣٩ من الأطعمة المحرمة.