من طريق العامة (١) ورواته كلهم منهم لا اعرف له وجها ، وما تضمنه من العلة خلاف ما عليه أصحابنا قاطبة كما لا يخفى على من راجع كلامهم فإنهم إنما عللوا كونها بيضا بهذا الوجه الذي رده ، وهو ظاهر صحيحة محمد بن مسلم المذكورة كما ذكرنا فان وصفها بكونها غرا إنما يكون باعتبار لياليها لا باعتبار هذه العلة التي في هذا الخبر ، وهذه العلة التي تضمنها هذا الخبر مصرح بها في كلام العامة خاصة (٢) لكون خبرها من طرقهم. وبالجملة فإن إيراده (قدسسره) لهذا الخبر وحكمه بصحته لأجل هذه العلة لا يخلو من مجازفة.
هذا. وقد استدل جملة من الأصحاب : منهم ـ العلامة في المنتهى بحديث الزهري المتقدم في أول الكتاب (٣) وسيأتي ما في ذلك.
نعم روى الحميري في كتاب قرب الاسناد على ما نقله في الوسائل عن الحسن ابن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه (عليهماالسلام) (٤) «ان عليا عليهالسلام كان ينعت صيام رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : صام رسول الله صلىاللهعليهوآله الدهر كله ما شاء الله ثم ترك ذلك وصام صيام داود عليهالسلام يوما لله ويوما له ما شاء الله ثم ترك ذلك فصام الاثنين والخميس ما شاء الله ثم ترك ذلك وصام البيض ثلاثة أيام من كل شهر فلم يزل ذلك صيامه حتى قبضه الله اليه».
ونقل في الوسائل عن على بن موسى بن طاوس في الدروع الواقية نقلا من
__________________
(١) لم أقف على الحديث بلفظة في كتبهم نعم في عمدة القارئ ج ٤ ص ٣٢٢ «روى عن ابن عباس قال انما سمى بأيام البيض لان آدم لما اهبط الى الأرض أحرقته الشمس فاسود فأوحى الله اليه ان صم أيام البيض فصام أول يوم فابيض ثلث جسده فلما صام اليوم الثاني أبيض ثلثا جسده فلما صام اليوم الثالث أبيض جسده كله ولم نجده في مسند ابن مسعود في مسند احمد ولا في سنن البيهقي ولا في كنز العمال.
(٢) في المغني ج ٣ ص ١٧٨ في وجه تسميتها بأيام البيض قال وقيل ان الله تاب على آدم فيها وبيض صحيفته. ذكره أبو الحسن التميمي.
(٣) ص ٣ الى ٧.
(٤) الوسائل الباب ١٢ من الصوم المندوب.