الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (١). وهذا مع عدم الدليل عليه في أخبارنا مردود بظواهر الأخبار الواردة في تفسير الآية المذكورة كما ستقف عليه في المقام ان شاء الله تعالى.
واما المعنى الآخر الذي ذكره فهو وان ورد في موثقة ابن بكير على رواية الفقيه وابن فضال عن بعض أصحابنا على رواية الكافي (٢) عن ابى عبد الله عليهالسلام (٣) «في قول الله عزوجل (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ)؟ (٤) قال : الذين كانوا يطيقون الصوم فأصابهم كبر أو عطاش أو شبه ذلك فعليهم لكل يوم مد».
إلا انه قد روى ثقة الإسلام والشيخ في كتابيهما في الصحيح عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليهالسلام (٥) «في قول الله عزوجل (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) (٦)؟ قال : الشيخ الكبير والذي يأخذه العطاش. الحديث».
وروى العياشي في تفسيره (٧) عن سماعة عن ابى بصير قال : «سألته عن قول الله عزوجل (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) (٨)؟ قال : هو الشيخ الكبير الذي لا يستطيع والمريض».
وروى (٩) عن رفاعة عن ابى عبد الله عليهالسلام «في قول الله عزوجل (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) (١٠)؟ قال : المرأة تخاف على ولدها والشيخ الكبير».
وهذه الاخبار ـ كما ترى ـ قد فسرت «الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ» في الآية بالشيخ الكبير والمريض والمرضع التي تخاف على ولدها فله اللبن من الصيام ، وهي أرجح سندا وعددا ودلالة من الرواية التي اعتمدها.
ويؤيد العمل بظاهر هذه الأخبار أيضا أولا ـ انه مع الحمل على المعنى الذي دلت عليه تلك الرواية يستلزم الحذف والتقدير في الآية كما دل عليه الخبر المذكور والأصل عدمه واما على ما نقلناه من الأخبار فلا.
وثانيا ـ انه يلزم فصل ما ظاهره الوصل في الآية وهو قوله عزوجل : (وَأَنْ
__________________
(١) سورة البقرة الآية ١٨٢.
(٢) السند فيه : ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا.
(٣ و ٥ و ٧ و ٩) الوسائل الباب ١٥ ممن يصح منه الصوم.
(٤ و ٦ و ٨ و ١٠) سورة البقرة الآية ١٨١.