عليه وسلّم وشرّف ، وكرّم ، وبجّل ، وعظّم ، وفخّم ـ وأغرقا فيه ؛ فقال عليه الصّلاة والسّلام ـ : «إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذلك عنه ؛ هي قوله : أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم» (١).
وعن معقل بن يسار (٢) ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنّه قال : «من قال حين يصبح ثلاث مرّات : أعوذ بالله السّميع العليم» ، وفي رواية : «من الشّيطان الرّجيم». وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر ؛ وكّل الله به سبعين ألف ملك يصلّون عليه حتّى يمسي ، فإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ، ومن قالها حين يمسي ، كان بتلك المنزلة (٣).
وعن ابن عباس (٤) عن النّبي ـ صلىاللهعليهوسلم وشرّف ، وكرّم ، وبجّل ، وعظّم
__________________
(١) أخرجه أبو داود في السنن : (٢ / ٦٦٣) كتاب «الأدب» ، باب (ما يقال عند الغضب) حديث رقم (٤٧٨٠) ، والبخاري في التاريخ الكبير : (٨ / ٣٥) ، (٤ / ١٥١) ، (٨ / ١٩) ، والبخاري في الأدب المفرد : ٤٣٤ ، ١٣١٩ ، والطبراني في الكبير : (٧ / ١١٦) ، والحاكم في المستدرك : (٢ / ٤٤١) ، وذكره المنذري في الترغيب : (٣ / ٤٥٠ ، ٤٥١).
(٢) معقل بن يسار المزني ، أبو علي بايع تحت الشجرة ، له أربعة وثلاثون حديثا ، اتفقا على حديث ، وانفرد البخاري بآخر ومسلم بحديثين ، وعنه عمران بن حصين. مات في خلافة معاوية. ينظر الخلاصة : ٣ / ٤٥.
(٣) أخرجه الترمذي في السنن : (٥ / ١٦٧) كتاب «فضائل القرآن» (٤٦) ، باب (٢٢) ، حديث رقم (٢٩٢٢) ـ وأحمد في المسند (٥ / ٢٦) ، والدارمي في السنن : (٢ / ٤٥٨) باب «في فضل حم الدخان والحواميم والمسبحات» ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والحديث ذكره المنذري في الترغيب : (١ / ٤٤٧) ، والتبريزي في مشكاة المصابيح ، حديث رقم (٢١٥٧) ، والهيثمي في الزوائد : (١٠ / ١١٧) والقرطبي في التفسير : (١٨ / ١) ـ والهندي في كنز العمال حديث رقم (٣٥٧٧ ، ٥٩٧).
(٤) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، الهاشمي ، أبو العباس المكي ، ثم المدني ، ثم الطائفي ، ابن عم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وصاحبه ، وحبر الأمة وفقيهها ، وترجمان القرآن ، روى ألفا وستمائة وستين حديثا ، اتفقا على خمسة وسبعين ، وعنه أبو الشعثاء ، وأبو العالية ، وسعيد بن جبير ، وابن المسيب ، وعطاء بن يسار ، وأمم. قال موسى بن عبيدة : كان عمر يستشير ابن عباس ، ويقول غواص ، وقال سعد : ما رأيت أحضر فهما ، ولا ألب لبّا ، ولا أكثر علما ، ولا أوسع علما من ابن عباس ، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات ، وقال عكرمة : كان ابن عباس إذا مر في الطريق ، قالت النساء : أمرّ المسك أو ابن عباس؟. وقال مسروق : كنت إذا رأيت ابن عباس ، قلت : أجمل الناس ، وإذا نطق ، قلت : أفصح الناس ، وإذا حدّث ، قلت : أعلم الناس ، مناقبه جمة. قال أبو نعيم : مات سنة ثمان وستين. قال ابن بكير ـ بالطائف ـ وصلى عليه محمد ابن الحنفية.
ينظر ترجمته في تهذيب الكمال : ٢ / ٦٩٨ ، وتهذيب التهذيب : ٥ / ٢٧٦ (٤٧٤) ، وتقريب التهذيب : ١ / ٤٢٥ (٤٠٤) وخلاصة تهذيب الكمال : ٢ / ٦٩ ، ١٧٢ ، والكاشف : ٢ / ١٠٠ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٣ / ٣ ، ٥ / ٣ ، ٧ / ٢.