على المذاهب الأربعة ، ودرس تفسير القرآن ، ودرس للحديث النبوي ، ودرس للقراءات وأجرى على الجميع في كل يوم الخبز النقي ولحم الضأن المطبوخ ، وفي كل شهر الحلوى والزيت والصابون والدراهم ، ووقف على ذلك الأوقاف الجليلة من الأراضي والدور ونحوها» (١).
ومما قيل في وصف هذه المدرسة ، ومدح بانيها قول ابن العطار :
قد أنشأ الظاهر السلطان مدرسة |
|
فاقت على إرم مع سرعة العمل |
يكفي الخليلي أن جاءت لخدمته |
|
صم الجبال له تسعى على عجل (٢) |
٢ ـ المدرسة المحمودية :
وقد أنشأ هذه المدرسة الأمير جمال الدين محمود بن علي الاستادار في سنة ٧٩٧ ه ، وقد رتب لها درسا ، وعمل فيها خزانة كتب لا يعرف بديار مصر والشام مثلها ، «... وبهذه الخزانة كتب الإسلام في كل فن ، وهذه المدرسة من أحسن مدارس مصر» (٣).
٣ ـ المدرسة المؤيدية :
وقد أنشأها السلطان المؤيد شيخ المحمودي (٨١٥ ـ ٨٢٤ ه) ، وتعرف مدرسته هذه بالجامع المؤيدي ، ابتدأ الحفر في أساساتها في جمادى الآخرة سنة ٨١٩ ه وشرع فيها حتى اكتملت ، وقال فيها السخاوي : «... لم يعمر في الإسلام أكثر منه زخرفة ، ولا أحسن ترخيما بعد الجامع الأموي ، وأصله خزانة شمائل توفية لنذره ..» (٤).
٤ ـ المدرسة الغورية :
وهذه أنشأها السلطان قانصوه الغوري (٩٠٦ ـ ٩٢٢ ه) ، وقد أقامها سنة ٩٠٨ ه ، «وقد أقام الغوري حفلا كبيرا بعد الانتهاء منها ، حضره الخليفة المستمسك بالله يعقوب ، والقضاة الأربعة ، وأعيان الناس من المباشرين والأمراء ، وحضر في تلك الليلة قراء البلد والوعاظ ، ومد أسمطة حافلة ...» (٥).
وأما نظام هذه المدارس فقد «جرت العادة على تعيين معيد أو أكثر لكل مدرس ، ليعيد للطلبة ما ألقاه عليهم المدرس ليفهموه ويحسنوه ، كما يشرح لهم ما يحتاج إلى الشرح ، أما الطلبة فقد تمتعوا بحرية اختيار المواد التي يدرسونها بحيث لا
__________________
(١) السلوك ٣ / ٩٤٦ ، وانظر : إنباء الغمر ١ / ٣١٣ ، وابن دقماق : الجوهر الثمين ٢ / ٢٦٥ ، وابن تغري بردي : النجوم الزاهرة ١١ / ٢٤٠ ، والسخاوي : الضوء اللامع ٣ / ١٢.
(٢) السيوطي : حسن المحاضرة ٢ / ٢٧١.
(٣) المقريزي : الخطط ٢ / ٣٩٥.
(٤) الضوء اللامع ٣ / ١٠ ، والمقريزي : الخطط ٢ / ٣٢٨ ـ ٣٣٠ ، وابن حجر : إنباء الغمر ٣ / ٩٠ ، ١٠٢.
(٥) ابن إياس : بدائع الزهور ٤ / ٥٢ ، ٥٣.