النعماني (١) بالضم : إلى النّعمانية بلد بين بغداد وواسط.
قلت ولعل المصنف رحمهالله تعالى قد رحل إليها واستوطن فنسب إليها هكذا نسبه إليها إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين (٢) وكحالة تبعا لإسماعيل باشا.
مولده :
بعد استقراء (٣) كتب السير والأعلام لم أتمكن من تحديد يوم مولده بالضبط ولكن كل من ترجم لهذا الإمام العلامة ابن عادل الحنبلي يذكر أنه كان حيا في سنة ٨٨٠ كما نص على ذلك الزركلي في الأعلام (٤) بينما يرى الأستاذ المؤرخ عمر رضا كحالة أنه فرغ من تأليفه هذا في رمضان سنة ٨٧٩ ه.
ومن ثم تعطينا هذه النصوص أن الإمام ابن عادل الحنبلي كان موجودا قبل ذلك بكثير لكن لم تحفظ لنا كتب السير والتراجم شيئا يذكر عن تاريخ مولده إلا الكلمات القليلة التي أوردنا عن نص الزركلي وكحالة.
شيوخه وتلامذته :
فمن سنن الكون تلقي العلوم على أيدي معلميها فلقد تلقى خير البشر سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم القرآن الكريم بواسطة جبريل وتلقى الصحابة رضوان الله عليهم من سيد البشر وتلقى التابعون العلم من الصحابة الأجلاء حتى صارت كل طبقة تعلم التي تليها حتى يومنا هذا.
ولقد صدق القائل : [الوافر]
إذا رمت العلوم بغير شيخ |
|
ضللت عن الصّراط المستقيم |
وتلتبس الأمور عليك حتّى |
|
تصير أضلّ من «توما الحكيم» |
ولكن بالرجوع إلى ما كتب عن الإمام الثقة لم أجد من يحدثنا عمن أخذ عنهم وبالضرورة أن مثل هذا المؤلف لا يخرج من نتاج نفسه فحسب بل لا بد من أنه تأثر بمن حوله فكتابه زاخر بالعلوم والمعارف والنكت العلمية الدقيقة التي تعطينا فكرة أنه لازم المشايخ والأعلام زمانا طويلا حتى أخرج لنا مثل هذا الصرح العظيم.
والحال هذا أيضا في تلامذته أنه لا بد للآخذ أن يعطي فنقطع بأنه كان مصباحا لأهل عصره عقيدة وشريعة ولغة وأدبا ؛ والناظر في تفسيره هذا يجد ما أقول بل لا يقف إلى حد القطع فقط بل يعتقد اعتقادا جازما عن أدلة بأن له روادا ينهلون في معارفه وعلومه.
__________________
(١) ينظر : تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١١٠ ، شذرات الذهب ٢ / ٦٩ ، الأنساب ٥ / ٩ ، معجم البلدان ٥ / ٢٩٤ ، اللباب ٣ / ٣١٧ ، لب اللباب ١ / ٢٩٩.
(٢) ٥ / ٧٩٤.
(٣) والاستقراء هنا استقراء جزئي.
(٤) ٥ / ٥٨.