قال سعيد بن جبير رحمهالله : قوله : «الر ، حم ، ونون» مجموعها هو اسم الرحمن ، ولكنا لا نقدر على كيفية تركيبها في البواقي.
الرابع : أنها أسماء القرآن ، وهو قول الكلبيّ (١) ـ رحمهالله تعالى ـ والسّدي وقتادة رضي الله تعالى عنهم.
الخامس : أن كلّ واحد منها دالّ على اسم من أسماء الله ـ تعالى ـ وصفة من صفاته.
قال ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ في : «الم» : «الألف إشارة إلى أنه [أحد ، أول ، آخر ، أزلي ، «واللام» إشارة إلى أنه لطيف ، «والميم» إشارة إلى أنه](٢) ملك مجيد منّان».
وقال في «كهيعص» : إنه ثناء من الله ـ تعالى ـ على نفسه ، «والكاف» يدل على كونه كافيا ، «والهاء» على كونه هاديا ، «والعين» على العالم ، «والصاد» على الصادق. وذكر ابن جرير عن ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أنه حمل «الكاف» على الكبير والكريم ، «والياء» على أن الله يجير ، «والعين» على أن الله العزيز والعدل.
والفرق بين هذين الوجهين أنه في الأول خصّص كل واحد من هذه الحروف باسم معين ، وفي الثاني ليس كذلك.
السادس : بعضها يدلّ على أسماء الذات ، وبعضها على أسماء الصّفات.
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في «الم» : أنا الله أعلم ، وفي «المص» أنا الله أفصل ، وفي «الر» أنا الله أرى ، وهذه رواية أبي صالح ، وسعيد بن جبير عنه.
قال الزّجّاج : «وهذا أحسن ، فإن العرب تذكر حرفا من كلمة تريدها كقولهم : [مشطور السريع]
٩٨ ـ قلنا لها : قفي لنا قالت : قاف |
|
...........(٣) |
__________________
(١) محمد بن السائب بن بشر بن عمرو الكلبي أبو الفضل الكوفي. عن أبي صالح باذام والشعبي وغيرهما. وعنه ابن المبارك وابن فضيل ويزيد بن هارون وخلف.
قال ابن عدي : رضوه في التفسير. وقال أبو حاتم : أجمعوا على ترك حديثه ، واتهمه جماعة بالوضع ، قال مطيّن : مات سنة ١٤٦ ه.
ينظر الخلاصة : ٢ / ٤٠٥ (٦٢٤٢).
(٢) سقط في أ.
(٣) صدر بيت للوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان بن عفان لأمه وعجزه :
لا تحسبينا قد نسينا الإيجاف
ينظر المحتسب : ٢ / ٢٠٤ ، الخصائص : ١ / ٣١ ، شواهد الشافية : ٢٦١ وما بعدها ، الأغاني : ٥ / ١٣١ ، معاني القرآن للزجاج : ١ / ٢٤ ، الصاحبي : ١٦١ ، مجمع البيان : ١ / ٧١ ، زاد المسير : ١ / ٢١.