١٦٩ ـ فكفى بنا فضلا على من غيرنا |
|
........... (١) |
و «من» تكون موصولة ، ونكرة موصوفة كما تقدّم ، وشرطية واستفهامية.
وهل تقع نكرة غير موصوفة ، أو زائدة؟ فيه خلاف. واستدل الكسائي على زيادتها بقول عنترة : [الكامل]
١٧٠ ـ يا شاة من قنص لمن حلّت له |
|
حرمت عليّ وليتها لم تحرم (٢) |
ولا دليل فيه ، لجواز أن تكون موصوفة ب «قنص» إما على المبالغة ، أو على حذف مضاف ، وتصلح للتثنية والجمع والواحد.
فالواحد كقوله : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) [الأنعام : ٢٥] والجمع كقوله : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) [يونس : ٤٢] ، والسبب فيه أنه موحّد اللفظ مجموع المعنى. و «من» في «من الناس» للتبعيض ، وقد زعم قوم أنها للبيان وهو غلط ؛ لعدم تقدم ما يتبين بها. و «النّاس» اسم جمع لا واحد له من لفظه ، ويرادفه «أناسيّ» جمع إنسان أو إنسي ، وهو حقيقة في الآدميين ، ويطلق على الجنّ مجازا.
واختلف النحويون في اشتقاقه : فمذهب سيبويه والفراء أن أصله همزة ونون وسين ، والأصل : أناس اشتقاقا من الأنس ، قال : [الطويل]
١٧١ ـ وما سمّي الإنسان إلّا لأنسه |
|
ولا القلب إلّا أنّه يتقلّب (٣) |
لأنه أنس ب «حواء».
وقيل : بل أنس بربه ثم حذفت الهمزة تخفيفا ؛ يدلّ على ذلك قوله : [الكامل]
١٧٢ ـ إنّ المنايا يطّلع |
|
ن على الأناس الآمنينا (٤) |
وقال آخر : [الطويل]
١٧٣ ـ وكلّ أناس قاربوا قيد فحلهم |
|
ونحن خلعنا قيده فهو سارب (٥) |
__________________
(١) تقدم برقم (١٢).
(٢) ينظر ديوانه : ص ٢١٣ ، والأزهية : ص ٧٩ ، ١٠٣ ، ولسان العرب (شوه) ، وخزانة الأدب : ٦ / ١٣٠ ، ١٣٢ ، وشرح شواهد المغني : ١ / ٤٨١ ، وشرح المفصل : ٤ / ١٢ ، والأشباه والنظائر : ٤ / ٣٠٠ ، خزانة الأدب : ١ / ٣٢٩ ، المغني : ١ / ٣٢٩ ، شرح جمل الزجاجي لابن عصفور : ٢ / ٤٥٨ ، الضرائر لابن عصفور : ٨١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٤٦ ، الدر : ١ / ١١٠.
(٣) ينظر القرطبي : ١ / ١٣٥ ، الدر : ١ / ١١٠.
(٤) تقدم برقم (٢٩).
(٥) البيت للأخنس بن شهاب التغلبي. ينظر المفضليات : ٢٠٨ ، ابن يعيش : ٨ / ٥٨ ، شرح ديوان الحماسة : ٢ / ٧٢٨ ، اللسان والتهذيب (سرب) ، شرح المفضليات : ٢ / ٧٦٥ ، إصلاح المنطق : ٢٠١ ، شرح جمل الزجاجي لابن عصفور : ١ / ٦٢٢ ، ٢ / ١٣ ، الدر : ١ / ١١١.