وقال آخر : [الطويل]
١٧٤ ـ وكلّ أناس سوف تدخل بينهم |
|
دويهية تصفر منها الأنامل (١) |
وذهب الكسائي إلى أنه من «نون وواو وسين» والأصل : «نوس» فقلبت «الواو» «ألفا» لتحركها ، وانفتاح ما قبلها ، والنّوس : الحركة.
وذهب بعضهم إلى أنه من «نون وسين وياء» ، والأصل : «نسي» ، ثم قلبت «اللام» إلى موضع العين ، فصار : «نيس» ثم قلبت «الياء» «ألفا» لما تقدم في «نوس» ، قال: سموا بذلك لنسيانهم ؛ ومنه الإنسان لنسيانه ؛ قال : [البسيط]
١٧٥ ـ فإن نسيت عهودا منك سالفة |
|
فاغفر فأوّل ناس أوّل النّاس (٢) |
ومثله : [الكامل]
١٧٦ ـ لا تنسين تلك العهود فإنّما |
|
سمّيت إنسانا لإنّك ناسي (٣) |
فوزنه على القول الأول : «عال» ، وعلى الثاني : «فعل» ، وعلى الثالث : «فلع» بالقلب». و «يقول» : فعل مضارع ، وفاعله ضمير عائد على : «من».
والقول حقيقة : اللفظ الموضوع لمعنى ، ويطلق على اللّفظ الدّال على النسبة الإسنادية ، وعلى الكلام النّفساني أيضا ، قال تعالى : (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ) [المجادلة : ٨]. وتراكيبه السّتة وهي : «القول» ، و «اللوق» ، و «الوقل» ، و «القلو» ، و «اللّقو» ، و «الولق» تدل على الخفّة والسرعة ، وإن اختصت بعض هذه المواد بمعان أخر.
و «القول» أصل تعديته لواحد نحو : «قلت خطبة» ، وتحكى بعده الجمل ، وتكون في محل نصب مفعولا بها ، إلا أن يضمّن معنى الظن ، فيعمل عمله بشروط عند غير «بني سليم» ؛ كقوله : [الرجز]
١٧٧ ـ متى تقول القلص الرّواسما |
|
يدنين أمّ قاسم وقاسما (٤) |
__________________
(١) البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه : ٢٥٦ ، وجمهرة اللغة : ٢٣٢ ، وخزانة الأدب : ٦ / ١٥٩ ، و ١٦ ، والدرر : ٦ / ٢٨٣ ، وسمط اللآلي : ١٩٩ ، وشرح شواهد الشافية : ٨٥ ، وشرح شواهد المغني : ١ / ١٥٠ ، ولسان العرب [خوخ] ، والمعاني الكبير : ٨٥٩ و ١٢٠٦ ، مغني اللبيب : ١ / ١٣٦ و ١٩٧ ، الإنصاف : ١ / ١٣٩ ، وخزانة الأدب : ١ / ٩٤ ، وديوان المعاني : ١ / ١٨٨ ، وشرح الأشموني : ٣ / ٧٠٦ ، وشرح شافية ابن الحاجب : ١ / ١٩١ ، شرح شواهد المغني : ١ / ٤٠٢ و ٢ / ٥٣٧ ، شرح المفصل : ٥ / ١١٤ ، مغني اللبيب : ١ / ٤٨ و ٢ / ٦٢٦ ، همع الهوامع : ٢ / ١٨٥. شرح جمل الزجاجي لابن عصفور : ٢ / ٢٨٩ ، الدر : ١ / ١١١ ، روح المعاني : ١ / ٢٧١.
(٢) ينظر تفسير القرطبي : ١ / ١٣٥ ، الدر : ١ / ١١١.
(٣) البيت لأبي تمام. ينظر ديوانه : ٢ / ٢٤٥ ، القرطبي : ١ / ١٣٥ ، الدر : ١ / ١١١.
(٤) هذا البيت لهدبة بن خشرم. ينظر الهمع : (١ / ١٥٧) ، شرح ابن عقيل : (٤٤٧) (١٣٤) ، شذور الذهب ـ