وهو قول أبي حنيفة (١) ـ رضي الله عنه ـ قالوا : لأنّ هذا النظم موافق للآية المتقدّمة ، وموافق لظاهر الخبر.
وقال أحمد (٢) ـ رضي الله تعالى عنه ـ : الأولى أن يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ، إنه هو السّميع العليم ؛ جمعا بين الآيتين.
وقال بعض الشافعية : الأولى أن يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشّيطان الرّجيم ؛ لأن هذا ـ أيضا ـ جمع بين الآيتين.
وروى البيهقيّ (٣) في كتاب «السّنن» بإسناده ، عن أبي سعيد الخدريّ قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قام من النّوم كبّر ثلاثا ، وقال : أعوذ بالله السميع العليم من الشّيطان الرّجيم (٤).
__________________
(١) النعمان بن ثابت ، التيمي بالولاء ، الكوفي ، أبو حنيفة : إمام الحنفية ، الفقيه المجتهد المحقق ، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. قيل : أصله من أبناء فارس. ولد ونشأ بالكوفة سنة ٨٠ ه. وكان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه ، ثم انقطع للتدريس والإفتاء. وأراده عمر بن هبيرة (أمير العراقين) على القضاء ، فامتنع ورعا. وأراده المنصور العباسي بعد ذلك على القضاء ببغداد فأبى ، فحلف عليه ليفعلن ، فحلف أبو حنيفة أنه لا يفعل ، فحبسه إلى أن مات. وكان قوي الحجة ، من أحسن الناس منطقا ، قال الإمام مالك ، يصفه : رأيت رجلا لو كلمته في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته. وكان كريما في أخلاقه ، جوادا ، حسن المنطق والصورة ، جهوري الصوت ، إذا حدّث انطلق في القول وكان لكلامه دويّ. وعن الإمام الشافعي : الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة. له مسند في الحديث جمعه تلاميذه ، والمخارج في الفقه ، صغير. توفي ببغداد سنة ١٥٠ ه.
ينظر الأعلام : ٨ / ٣٦ ، تاريخ بغداد : ١٣ / ٣٢٣ ـ ٤٢٣ وابن خلكان : ٢ / ١٦٣ والنجوم الزاهرة : ٢ / ١٢ والبداية والنهاية : ١٠ / ١٠٧ والجواهر المضية : ١ / ٢٦.
(٢) أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي. ولد سنة ١٦٤ ، أخذ الفقه عن الشافعي ، وسلك مسلكه ، صنف المسند. قال إبراهيم الحربي : كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين. توفي سنة ٢٤١.
ينظر طبقات ابن قاضي شهبة : ١ / ٥٦ ، وحلية الأولياء : ٩ / ١٦١ ، وتذكرة الحفاظ : ٢ / ٤٣١.
(٣) أحمد بن الحسين بن علي بن موسى ، الإمام الحافظ الكبير ، أبو بكر البيهقي. سمع الكثير ورحل وجمع وصنف ، مولده سنة ٣٨٤ ، تفقه على ناصر العمري ، وأخذ علم الحديث عن أبي عبد الله الحاكم ، وكان كثير التحقيق والإنصاف ، قال إمام الحرمين : ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منّة إلا البيهقي ، فإن له على الشافعي منة لتصانيفه في نصرة مذهبه ، ومن تصانيفه : السنن الكبير ، والسنن الصغير ، ودلائل النبوة وغيرها. مات سنة ٤٥٨. انظر : ط. ابن قاضي شهبة ١ / ٢٢٠ ، الأعلام ١ / ١١٣.
(٤) أخرجه أبو داود (١ / ٢٦٥) رقم (٧٧٥). وأخرجه البيهقي (٢ / ٣٤) كتاب الصلاة : باب الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك.