ثلاثا قد كنت فعلتهنّ ، فقيل له : وما هنّ؟ ـ فقال : ندمت أن لا أكون سألت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ عن هذا الأمر لمن هو من بعده؟ ـ وأن لا أكون سألته عن الحدّ ، وأن لا أكون سألته عن ذبائح أهل الكتاب.
وأمّا الثلاث اللاتى فعلتهن وليتنى لم أفعلهنّ فكشفى بيت فاطمة ـ صلوات الله عليها ـ وتخلّفى عن بعث اسامة ، وتركى الأشعث بن قيس ألاّ أكون قتلته فانّى لا أزال أراه يبغى للإسلام عوجا ، وأمّا الثّلاث اللاّتى لم أفعلهنّ وليتنى كنت فعلتهنّ ؛ فوددت أنّى كنت أقدت من خالد بن الوليد بمالك بن نويرة ، ووددت أنّى لم أتخلّف عن بعث اسامة ، ووددت أنّى كنت قتلت عيينة بن حصين وطلحة بن خويلد (١).
فكلّ هذا تروونه على أبى بكر أنّه ترك حقّا وعمل بباطل وأنتم تنسبون الشّيعة الى الوقيعة فيه.
__________________
أنى لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أنى فعلتهن ، وثلاث وددت سألت رسول الله (ص) عنهن ، ( فساق الحديث قريبا مما ذكر فى المتن ونقل فى الذيل عن الامامة والسياسة ) فخاض المجلسى فى بيان لغاته والبحث عما يستفاد منه تفصيلا فمن أراده فليراجع ( ص ٢٠٦ ).
__________________
(١) قال مؤلف كتاب الاستغاثة بعد بحثه الاستدلالي عن كلام أبى بكر فى الصلاة بعد ـ التشهد وقبل التسليم على سبيل التفصيل ما نصه ( انظر ص ٢١ من طبعة النجف ) :
« ثم رووا جميعا بخلاف تلك الرواية أنه قال فى وقت وفاته : ثلاث فعلتها ووددت أنى لم أفعلها ، وثلاث لم أفعلها ووددت أنى فعلتها ، وثلاث أهملت السؤال عنها ووددت أن أسأل رسول الله (ص) عنها ، ثم اختلف أولياؤه فى تأويل ما فعل ولم ـ يختلفوا فى السؤال فأهملنا ذكر ما اختلفوا فيه وقصدنا ذكر ما أجمعوا عليه طلبا للنصفة وتحريا للحق فزعموا أنه قال : وددت أنى سألت عن رسول الله (ص) عن الكلالة ما هى؟ وعن الجد ؛ ماله من الميراث؟ وعن هذا الامر لمن هو؟ فكان لا ينازع فيه ( فخاض فى البحث عنها والتحقيق فيها فمن أراده فليراجع الكتاب ( ص ٢٢ ـ ٢١ ).