النّبيّ ـ (ص) ـ أنّه قال : رأيت ربّى فى روضة خضراء فرأيته جعدا
__________________
النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ انه قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول : من يدعونى فأستجيب له؟ من يسألنى فأعطيه؟ من يستغفرنى فأستغفر له؟ انظر الحديث رقم ١٣١٥ فى الجزء الثانى ص ٤٧ من سنن أبى داود بتحقيقنا ، وانظر أيضا موافقة صريح المعقول لابن تيمية ( ٢ / ١٦ وما بعدها بتحقيقنا ».
قال الشهرستانى فى كتاب الملل والنحل تحت عنوان « المشبهة » ضمن ما قال ( ص ٤٨ من طبعة ايران سنة ١٢٨٨ ) :
« غير أن جماعة من الشيعة الغالية وجماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه ( الى أن قال ) وأما مشبهة الحشوية فحكى الاشعرى عن محمد بن عيسى انه حكى عن مضر وكهمش وأحمد الهجيمى أنهم أجازوا على ربهم الملامسة والمصافحة وأن المخلصين من المسلمين يعانقونه فى الدنيا والآخرة اذا بلغوا فى الرياضة والاجتهاد الى حد الاخلاص والاتحاد المحض وحكى الكعبى عن بعضهم أنه كان يجوز الرؤية فى الدنيا وان يزوروه ويزورهم وحكى عن داود الجواربى أنه قال : اعفونى عن الفرج واللحية واسألونى عما وراء ذلك ، وقال : ان معبوده جسم ولحم ودم وله جوارح وأعضاء من يد ورجل ورأس ولسان وعينين وأذنين ومع ذلك جسم لا كالاجسام ولحم لا كاللحوم ودم لا كالدماء وكذلك سائر الصفات وهو لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء ويحكى عنه أنه قال : هو أجوف من أعلاه الى صدره مصمت ما سوى ذلك وان له وقرة سوداء وله. شعر قطط.
وأما ما ورد فى التنزيل من الاستواء واليدين والوجه والجنب والمجيء والاتيان والفوقية وغير ذلك فأجروها على ظاهرها أعنى ما يفهم عند الاطلاق على الاجسام وكذلك ما ورد فى الاخبار من الصورة فى قوله عليهالسلام : خلق الله آدم على صورة الرحمن وقوله : حتى يضع الجبار قدمه فى النار وقوله : قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن ، وقوله : خمر طينة آدم بيده أربعين صباحا وقوله : وضع يده ( أو كفه ) على كتفى فوجدت ( أو حتى وجدت ) برد أنامله بين ثديى ( أو على كتفى ) الى غير ذلك أجروها على ما يتعارف فى