__________________
وقال فى ترجمة الربيع ما نصه ( ج ٦ طبعة بيروت ص ١٥٠ ) :
« الربيع بن حراش الّذي تكلم بعد موته ومات قبل ربعى بن حراش.
قال : أخبرنا محمد بن عبيد قال : حدثنا اسماعيل بن أبى خالد عن عبد الملك بن عمير قال : أتى ربعى بن حراش فقيل له : قد مات أخوك ؛ فذهب مستعجلا حتى جلس عند رأسه يدعو له ويستغفر له فكشف عن وجهه ثم قال : السلام عليكم ، انى قدمت على ربى بعدكم فتلقيت بروح وريحان ورب غير غضبان وكسانى ثياب سندس واستبرق وانى وجدت الامر أهون مما تظنون ، ولكن لا تتكلموا احملونى فانى قد واعدت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا يبرح حتى ألقاه.
أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسى قال : حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعى بن حراش أن أخاه الربيع مرض مرضا شديدا فثقل ، قال : وقمت الى حاجة لى ثم رجعت فقلت : ما فعل أخى؟ ـ قالوا : قد قبض أخوك ، فقلت : انا لله وانا إليه راجعون ، قال : فدخلت فاذا هو قد سجى بثوب وأنيم على ظهره كما يصنع بالميت ، فأمرت بحنوطه وكفنه فبينما أنا كذلك اذ قال بالثوب هكذا ، فكشف عن وجهه ثم عاد كأصح ما كان وقد مرض قبل ذلك مرضا شديدا فقال : السلام عليكم قال : قلت : وعليك ورحمة الله. قال : قلت : سبحان الله أبعد الموت يا أخى؟ ـ فقال : انى لقيت ربى بعدكم فتلقانى بروح وريحان ورب غير غضبان وكسانى أثوابا خضرا من سندس واستبرق ووجدت الامر أيسر مما فى أنفسكم ، ولا تغتروا فانى استأذنت ربى لا بشركم فاحملونى الى رسول الله ـ صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ فانه وعدنى ان لا يسبقنى حتى أدركه فو الله ما شبهت موته بعد كلامه الا [ ب ] حصاة قذفتها فى ماء فتغيبت ».
أقول : الى مفاد هذه العبارات يشير كلام ابن عبد البر فى الاستيعاب فى آخر ترجمة زيد بن خارجة الانصارى بعد ذكر كلامه بعد الموت ما نصه : « وقد عرض مثل قصته لاخى ربعى بن حراش أيضا ».
وقال ابن الجوزى فى صفة الصفوة ( ج ٣ ؛ ص ١٩ ) : « أخو ربعى بن حراش ولم يسم لنا ـ عن عبد الملك بن عمير عن ربعى بن حراش قال : كنا اخوة ثلاثة وكان أعبدنا