فاذا هو مسجّى عليه (١) واذا أهله عنده وهم يذكرون الحنوط ؛ فجلست ، فما أدرى أجلوسي كان أسرع أم كشف الثّوب عن وجهه ثمّ قال : السّلام عليك فأخذنى ما تقدّم وما تأخّر من الذّعر ثمّ قلت : وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته أبعد الموت؟! قال : نعم ؛ انّى لقيت ربّى بعدكم فتلقّانى بروح وريحان وربّ غير غضبان فكسانى ثياب السّندس والاستبرق وانّ الأمر أيسر ممّا فى أنفسكم (٢) ولا تغترّوا (٣) ، وانّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أقسم عليّ أن (٤) لا يسبقنى حتّى أدركه فاحملونى الى رسول الله (ص).
فما شبّهت موته الاّ بحصاة رمى بها فى ماء ثمّ ذكرت ذلك لعائشة فقالت : ما سمعت (٥) بمثل حديث صاحبكم فى هذه الامّة ؛ ولقد صدقكم.
__________________
وأصومنا وأفضلنا الاوسط ( فساق القصة الى آخرها قريبا مما مر ) » وقال الزبيدى فى تاج العروس فى شرح قول الفيروزآبادي : « وربعى بالكسر بن حراش تابعى » ما نصه : « يقال : أدرك الجاهلية وأكثر الصحابة تقدم ذكره فى ح ر ش وكذا ذكر أخويه مسعود والربيع وروى مسعود عن أبى حذيفة وأخوه ربيع هو الّذي تكلم بعد الموت فكان الاولى ذكره عند أخيه والتنويه بشأنه لاجل هذه النكتة وهو أولى من ذكر مربع بأنه كان منافقا ؛ فتأمل ».
أقول : نقل أقوال علماء الرجال فى هذه القضية يفضى الى طول لا يسعه المجال فمن أرادها فيطلبها من مظانها.
(٦) قال الطريحى (ره) فى مجمع البحرين : « استرجعت منه الشيء اذا أخذت منه ما دفعت إليه ، واسترجعت عند المصيبة قلت : انا لله وانا إليه راجعون فقولك : انا لله ، اقرار منك بالملك ، وقولك : انا إليه راجعون ، اقرار منك بالهلك ، والاسترجاع أيضا ترديد الصوت فى البكاء ».
(١) كلمة « عليه » ليست فى ح.
(٢) ح : « نفوسكم ».
(٣) ق : « ولا تفتروا » ( بالفاء ).
(٤) كلمة « أن » فى ح فقط.
(٥) كذا فى النسخ.