__________________
« ثم قتل زيد بن على وحمل على حمار فأدخل الكوفة ونصب رأسه على قصبة ثم جمع فأحرق وذرى نصفه فى الفرات ونصفه فى الزرع وقال ( أى يوسف بن عمر ) : والله يا أهل الكوفة لادعنكم تأكلونه فى طعامكم وتشربونه فى مائكم ، وكان مقتل زيد سنة ١٢١ ».
أما وقوع القضية المذكورة فى المتن أى مجىء النبي (ص) وانزاله زيدا عن الخشبة فى اليقظة كما هو صريح عبارة المصنف (ره) نقلا عن كتب العامة فلم أجدها فى كتاب نعم وقوعها فى المنام فنقلها جماعة من أعلام الفريقين منهم ابن عساكر فانه قال فى تاريخه فى ترجمة زيد ما نصه ( ج ٧ ؛ ص ٢٣ ) : « وبعث هشام إليه قوما فقتلوه وصلبوه على خشبة فقال الموكل بخشبته : رأيت النبي (ص) فى النوم وقد وقف على الخشبة وقال : هكذا تصنعون بولدى من بعدى؟! يا بنى يا زيد قتلوك قتلهم الله ، صلبوك صلبهم الله ، فخرج هذا فى الناس وكتب يوسف بن عمر الى هشام : أن عجل أهل العراق قد فتنهم فكتب إليه : أحرقه بالنار ؛ فأحرقه رحمة الله عليه ». ومنهم أبو الفرج الاصفهانى فانه قال فى مقاتل الطالبيين فى أواخر ترجمة زيد ( ص ٥٨ من طبعة ايران سنة ١٣٠٧ ) ما نصه : « حدثنا على بن الحسين قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عفير قال : حدثنا أبو حاتم الرازى قال : حدثنا عبد الله بن أبى بكر العتكى عن جرير بن حازم قال : رأيت النبي (ص) فى المنام وهو متساند الى جذع زيد بن على (ع) وهو مصلوب وهو يقول للناس : أهكذا تفعلون بولدى » ومنهم السيد عليخان المدنى (ره) فانه قال فى أوائل رياض ـ السالكين ضمن ذكره مقتل زيد بن على ما نصه : « وعن حريز بن أبى حازم قال : رأيت النبي (ص) فى المنام كان مستندا الى خشبة زيد بن على وهو يقول : هكذا تفعلون بولدى؟! » ومنهم الفاضل المامقانيّ (ره) فانه قال فى تنقيح المقال ضمن ترجمة زيد ما نصه ( ج ١ ؛ ص ٤٦٩ ) « ووجدت عن بعضهم أنه قال : لما قتل زيد بن على وصلب رأيت رسول الله (ص) تلك الليلة مستندا الى خشبته ويقول : انا لله وانا إليه راجعون ؛ أيفعلون هذا بولدى؟! وقال أيضاً ( لكن فى ص ٤٧٠ ) : « وروى الناصر الكبير الطبرستانى وأبو الفرج فى كتاب المقاتل عن رجاله عن جرير بن حازم قال : رأيت ( فذكر ما نقلناه عن مقاتل الطالبيين ) ».
أقول : لا يسع المقام أكثر من هذا مضافا الى أن فيما ذكرناه كفاية للمكتفى.