وفى (١) عنقه سلسلة تشتعل نارا وهو والسّلسلة يخرج من القبر فجعلت النّاقة تحيد ممّا ترى وجعلت أكفّها وأنظر الى العجب فجعل يقول : يا عبد الله صبّ عليّ من هذا الماء فما أدرى قوله : يا عبد الله يدعونى باسمى أو كقول الرّجل للرّجل : يا عبد الله ؛ فخرج رجل آخر (٢) من القبر وأخذ بطرف السّلسلة فقال لى : لا تصبّ عليه ولا كرامة ثمّ جذب السّلسلة حتّى رجع الى القبر وضربه بسوط يشتعل نارا حتّى دخل القبر (٣).
__________________
فى أثره انسان يقول : لا تسق الكافر فأدركه وأخذ بطرف السلسلة فكبه ثم جره حتى دخلا القبر جميعا.
قال الحويرث : فصارت الناقة لا أقدر منها على شيء حتى التوت بعرق الظبية فبركت فنزلت فصليت المغرب والعشاء ثم ركبت حتى أصبحت بالمدينة فأتيت عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فأخبرته قال : يا حويرث والله ما أتهمك ولقد أخبرتنى خبرا شديدا فأرسل عمر الى مشيخة من كنفى الصفراء قد أدركوا الجاهلية ثم دعا الحويرث فقال : ان هذا قد أخبرنى حديثا ولست أتهمه ؛ حدثهم يا حويرث بما حدثتني ، فحدثهم فقالوا : قد عرفنا هذا يا أمير المؤمنين ؛ هذا رجل من بنى غفار مات فى الجاهلية ولم يكن يرى الضيف حقا.
وأخرج أيضا عن هشام بن عروة عن أبيه قال :
بينما راكب يسير بين مكة والمدينة اذ مر بمقبرة فاذا برجل قد خرج من قبره يلتهب نارا مصفدا فى الحديد فقال : يا عبد الله انضح يا عبد الله انضح ، وخرج آخر يتلوه : يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح وغشى على الراكب فأصبح وقد ابيض شعره فأخبر عثمان بذلك فنهى ان يسافر الرجل وحده ».
أقول : لعل المتصفح فى الكتاب يجد للقضية نظائر الا ان فيما ذكرنا كفاية للمكتفى.
__________________
(١) غير ح : « فى » ( بلا واو ).
(٢) لفظة « آخر » فى ح فقط.
(٣) فليعلم أن تخطئة المصنف (ره) للمخالفين ليست راجعة الى أن القضية ليست