البهائم فضلا عن النّاس أنّ الّذي يمسخ يصير الى أسوإ الحالات وأنكرها كما مسخت طائفة من بنى اسرائيل فصاروا قردة وخنازير بعد أن كان لهم هيئة وجمال وانّما يمسخ الشّيء للعذاب ، والمسخ صحيح فى كتاب الله وآثار رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ لا اختلاف بين الامّة فيه على أنّه يذاق العذاب ، فالعذاب عند أصحاب الحديث على حسب ما رووه أنّ الخسيس الوضيع يصير [ به ] مضيئا مشرقا مرتفعا باقيا ما بقى اللّيل والنّهار وهذا أبين ما يكون من المحال.
فيقول لها : أنت ما قصّتك؟
قالت : انا عندهم سراج لا شكّ عندهم أنّى زنيت فصرت أحد الكواكب السّبعة المضيئة المنيرة الّتي هى طوالع العالم الّتي أقسم الله بها فقال : فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس وهى الكواكب [ و ] الزّهرة احداهنّ تخنس بالنّهار وتظهر باللّيل فلو أصاب الزّانى
__________________
ومنعت المعتزلة من وقوع الكبائر والصغائر المستخفة من الأنبياء عليهم التسليم قبل النبوة وفى حالها وجوزت فى الحالين وقوع ما لا يستخف من الصغائر ثم اختلفوا فمنهم من جوز على النبي (ص) الاقدام على المعصية الصغيرة على سبيل العمد ومنهم منع ذلك وقال : انهم لا يقدمون على الذنوب التى يعلمونها ذنوبا بل على سبيل التأويل. وحكى عن النظام وجعفر بن مبشر وجماعة ممن تبعهما ان ذنوبهم لا تكون الاعلى سبيل السهو والغفلة وأنهم مؤاخذون بذلك وان كان موضوعا عن أممهم بقوة معرفتهم وعلو مرتبتهم وجوزوا كلهم ومن قدمنا ذكره من الحشوية وأصحاب الحديث على الائمة الكبائر والصغائر الا أنهم يقولون ان بوقوع الكبيرة من الامام تفسد إمامته ويجب عزله والاستبدال به ».
وممن أطلق عبارة « حشويان وأصحاب حديث » كثيرا ابو الفتوح الرازى (ره) فمن أراد موارده فليراجع تفسيره فانه كثيرا ما عبر عنهما بما مر ذكره. ومنها ما ذكره فى تفسير قوله تعالى « وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها ( آية ٢٤ سورة يوسف ) » بهذه العبارة : « اما اصحاب حديث وحشويان گفتند ».
ونظير تعبيرهما كثير ومتداول فى لسان أهل العلم والتحقيق.