أحلّ من شرب الماء وأنتم تروون أنّ المتعة الزّنا وقد نهى عنها رسول الله (ص) فتزعمون أنّ عليّ بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ كان يسأل رجلا عن دينه والرّجل مستحلّ للزّنا عندكم تعالى الله عمّا تقولون علوّا كبيرا.
__________________
أقول : أكبر من هذا وأمثاله بمراتب ما صدر من البخارى فى حق مولانا أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق ـ عليهالسلام ـ وهو مذكور فى كثير من الكتب ونحن نكتفى هنا بما ذكره السيد محمد العلوى فى كتاب النصائح الكافية لمن يتولى معاوية فانه قال بعد ذكره جماعة ممن عده أصحاب الاصول الستة من العدول وليسوا منهم ما نصه ( ص ٩٢ من الطبعة الثانية ببغداد سنة ١٣٦٧ ) :
« وأكبر من هذا كله جرح بعضهم الامام جعفر الصادق على آبائه وعليه أفضل الصلاة والسلام وتسورهم على سمى مقامه.
أرادت عرارا بالهوان ومن يرد |
|
عرارا لعمرى بالهوان فقد ظلم |
وأليك بعض ما ذكروا عنه قال فى تهذيب التهذيب : قال ابن المدينى : سئل يحيى بن سعيد القطان عن جعفر الصادق فقال : فى نفسى منه شيء ومجالد أحب الى منه ، وقال سعيد بن أبى مريم : قيل لابى بكر بن عياش : ما لك لم تسمع من جعفر وقد أدركته؟ قال : سألته عما يحدث به من الاحاديث أشيء سمعته؟ ـ قال : لا ؛ ولكنها رواية رويناها عن آبائنا. وقال ابن سعد : كان جعفر كثير الحديث ولا يحتج ويستضعف ؛ سئل مرة : هل سمعت هذه الاحاديث عن أبيك؟ ـ قال : نعم ، وسئل مرة فقال : انما وجدتها فى كتبه. قال الحافظ ابن حجر : يحتمل أن يكون السؤالان وقعا عن احاديث مختلفة فذكر فيما سمعه : أنه سمعه ، وفيما لم يسمعه : أنه وجده ، وهذا يدل على تثبته ( انتهى ).
قلت : احتج الستة فى صحاحهم بجعفر الصادق الا البخارى فكأنه اغتر بما بلغه عن ابن سعد وابن عياش وابن القطان فى حقه على أنه احتج بمن قدمنا ذكرهم وهنا يتحير