عليه ـ انّ هذا مال أصبتموه ولم تصيبوا مثله فان بعتهم بقى من يدخل فى دين الله لا شيء له قال : فما أصنع؟ ـ قال : دعهم سكرة (١) للمسلمين فتركهم على أنّه عبيد.
__________________
عبادان وعرضا من العذيب الى حلوان وهو الّذي فتح على عهد عمر وهو أطول من العراق بخمسة وثلاثين فرسخا ؛ كذا نقلا عن المغرب وفى الحديث : سئل عن السواد ما منزلته؟ فقال : هو لجميع المسلمين » وقال ياقوت فى معجم البلدان : « السواد موضعان أحدهما ـ نواحى قرب البلقاء سميت بذلك لسواد حجارتها فيما أحسب. والثانى ـ يراد به رستاق العراق وضياعها التى افتتحها المسلمون على عهد عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ سمى بذلك لسواده بالزروع والنخيل والاشجار لانه حين تاخم جزيرة العرب التى لا زرع فيها ولا شجر كانوا اذا خرجوا من أرضهم ظهرت لهم خضرة الزرع والاشجار فيسمونه سوادا كما اذا رأيت شيئا من بعد قلت : ما ذلك السواد؟ وهم يسمون الاخضر سوادا والسواد أخضر ( الى أن قال ) وحد السواد من حديثة الموصل طولا الى عبادان ومن العذيب بالقادسية الى حلوان عرضا فيكون طوله مائة وستين فرسخا وأما العراق فى العرف فطوله يقصر عن طول السواد وعرضه مستوعب لعرض السواد لان أول العراق ( فخاض فى بيانه الى ان قال ) وقال الاصمعى : السواد سوادان سواد البصرة دستميسان والاهواز وفارس ، وسواد الكوفة كسكر الى الزاب وحلوان الى القادسية ... ( الى آخر ما ذكره فمن أراده فليراجع كتابه ».
__________________
(١) كذا ولم أظفر بالحديث فى مورد آخر حتى أصححه فيمكن أن تكون الكلمة مما ذكره ابن منظور فى لسان العرب بما نصه : « وسكر النهر يسكره سكرا سدّ فاه وكل شق سد فقد سكر ، والسكر ما سد به والسكر سد الشق ومنفجر الماء ، والسكر اسم ذلك السداد الّذي يجعل سدا للشيء ونحوه وفى الحديث انه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم : اسكريه اى سديه بخرقة وشديه بعصابة تشبيها بسكر الماء » فيراد منه دعهم حتى يكونوا سكرة للمسلمين أى وسيلة تسد خللهم وتزيح علتهم وأنت خبير بأن القلب لا يطمئن بهذا المعنى