__________________
باصبعه المقطوعة قلت : فعبد الرحمن؟ قال : رجل ضعيف لو صار الامر إليه لوضع خاتمه فى يد امرأته ، قلت : فالزبير؟ قال : شكس لقس يلاطم فى البقيع فى صاع من بر ، قلت : فسعد بن أبى وقاص؟ قال : صاحب مقنب وسلاح ، قلت : فعثمان قال : أوه أوه ؛ مرارا ، ثم قال : والله لئن وليها ليحملن بنى أبى معيط على رقاب الناس ثم لتنهضن إليه العرب فتقتله ثم قال : يا ابن عباس : انه لا يصلح لهذا الامر الا خصيف العقدة قليل الغرة ، لا تأخذه فى الله لومة لائم ، يكون شديدا من غير عنف لينا من غير ضعف ، جوادا من غير سرف ، ممسكا من غير وكف ، قال ابن عباس : وكانت هذه صفات عمر ثم أقبل على فقال : ان أحراهم أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك ، والله لئن وليها ليحملنهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم.
واعلم أن الرجل ذا الخلق المخصوص لا يرى الفضيلة الا فى ذلك الخلق ألا ترى أن الرجل يبخل فيعتقد أن الفضيلة فى الامساك ، والبخيل يعيب أهل السماح والجود وينسبهم الى التبذير واضاعة الحزم ، وكذلك الرجل الجواد يعيب البخلاء وينسبهم الى ضيق النفس وسوء الظن وحب المال ، والجبان يعتقد أن الفضيلة فى الجبن ويعيب الشجاعة ويعتقد كونها خرقا وتغريرا بالنفس كما قال المتنبى : يرى الجبناء أن الجبن حزم ؛ والشجاع يعيب الجبان وينسبه الى الضعف ويعتقد أن الجبن ذل ومهانة وهكذا القول فى جميع الاخلاق والسجايا المقتسمة بين نوع الانسان ولما كان عمر شديد الغلظة وعر الجانب خشن الملمس دائم العبوس كان يعتقد أن ذلك هو الفضيلة وأن خلافة نقص حتى لو قدرنا أن خلقه حاصل لعلى ـ عليهالسلام ـ وخلق على حاصل له لقال فى على : لو لا شراسة فيه فهو غير ملوم عندى فيما قاله ولا منسوب الى أنه أراد الغض من على والقدح فيه ولكنه أخبر عن خلقه ظانا أن الخلافة لا تصلح الا للشديد الشكيمة العظيم الوعورة ( الى أن قال ) ومن تأمل كتب السير عرف صدق هذا القول وعرف أن عمرو بن العاص أخذ كلمة عمر اذ لم يقصد بها العيب فجعلها عيبا وزاد عليها أنه كثير اللعب يعافس النساء ويمارسهن وانه صاحب هزل ، ولعمر الله لقد كان أبعد الناس