الزّبير إلاّ أنّه مؤمن الرّضا كافر الغضب ، ولا يمنعنى من طلحة إلاّ نخوته وكبره ، ولا يمنعنى من سعد إلاّ فظاظته وعنفه ، ولا يمنعنى من عبد الرّحمن بن عوف إلاّ أنّه قارون هذه الأمّة ، يجمعون فى البيت ثلاثا ، ويصلّى بالنّاس صهيب ، ويحضر عبد الله ابن عمر مشيرا ووزيرا وليس له (١) من الامر شيء فاذا استقام رأى خمسة وأبى واحد فاجلدوا عنقه ، وإن (٢) استقام رأى أربعة وأبى اثنان ؛ فاجلدوا أعناقهما ، وإن استقام ثلاثة (٣) وأبى ثلاثة (٤) فتحاكموا الى عبد الله بن عمر فأىّ الفريقين قضى لهم فاقتلوا الباقين ( فى حديث طويل ).
وفى رواية أخرى : فان مضت ثلاثة أيّام ولم يبايعوا رجلا منهم فاقتلوهم جميعا.
__________________
من ذلك وأى وقت كان يتسع لعلى ـ عليهالسلام حتى يكون فيه على هذه الصفات فان أزمانه كلها فى العبادة والصلاة والذكر والفتوى والعلم واختلاف الناس إليه فى الاحكام وتفسير القرآن ، ونهاره كله أو معظمه مشغول بالصوم وليله كله أو معظمه مشغول بالصلاة ، هذا فى أيام سلمه فأما أيام حربه فبالسيف الشهير والسنان الطرير وركوب الخيل وقود الجيوش ومباشرة الحروب ولقد صدق ـ عليهالسلام ـ فى قوله : اننى ليمنعنى من اللعب ذكر الموت ولكن الرجل الشريف النبيل الّذي لا يستطيع أعداؤه أن يذكروا له عيبا أو يعدوا عليه وصمة لا بد أن يحتالوا ويبذلوا جهدهم فى تحصيل أمر ما وان ضعف يجعلونه عذرا لانفسهم فى ذمه ويتوسلون به الى أتباعهم فى تحسينهم لهم مفارقته والانحراف عنه ( الى آخر ما قال فمن أراده فليراجع ذلك الكتاب ) ».
__________________
(١) كذا فى ح لكن فى غيرها : « إليه ».
(٢) ح : « واذا » وكذا فيما يأتى من نظائره فى الحديث.
(٣ و ٤) اى استقام رأى ثلاثة ولم يستقم رأى ثلاثة.