السّمك يشبه الحيّة ويسمّى بالفارسيّة مارماهى ؛ وقد تقدّم فى باب الهمزة أنّه الانكليس قال الجاحظ : انّه يأكل الجرذان وهو حيّة الماء وحكمه الحلّ ، قال البغوىّ عند قوله تعالى ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ ) : انّ الجرّيث حلال بالاتّفاق وهو قول أبى بكر وعمرو ابن عبّاس وزيد بن ثابت وأبى هريرة وبه قال شريح والحسن وعطاء وهو مذهب مالك وظاهر مذهب الشّافعىّ والمراد هذه الثّعابين الّتي لا تعيش الاّ فى الماء وأما الحيّات التى تعيش فى البرّ والبحر فتلك من ذوات السّموم وأكلها حرام وسئل ابن عبّاس عن الجرّىّ فقال : هو شيء حرّمته اليهود ونحن لا نحرّمه ».
وقال أيضا الدّميرىّ فى حياة الحيوان فى باب الفاء ضمن ما ذكره تحت عنوان « الفأر » :
« وفى البخارىّ ومسلم عن أبى هريرة أن النّبيّ ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : فقدت أمّة من بنى اسرائيل ولا يدرى ما فعلت ولا أراها الاّ الفأر ألا تراها اذا وضع لها لبن الابل لم تشربه ؛ واذا وضع لها لبن الشّاء شربته ، قال النّووىّ وغيره : ومعنى هذا أنّ لحوم الابل وألبانها حرّمت على بنى إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها ، فدلّ امتناع الفأرة من لبن الابل دون لبن الغنم على أنّها مسخ من بنى اسرائيل ».
أقول : هذا ما ذهبت إليه علماء العامّة وأمّا قول فقهاء الخاصّة فى كلّ من الامور المشار إليها فيطلب من كتبهم فانّا لسنا فى مقام نقل قولهم فمن أراده فليطلبه من موضعه ، ونختم الكلام على هذا الموضوع بنقل كلام يرتبط بهذا المقام وغيره من المطالب الكثيرة المعنونة فى إيضاح الفضل بن شاذان (ره) وهو هذا :