قال الله عزوجل لملائكته : عبدي استجار من عذابي فأجيروه ، ووكّل الله تعالى ملائكته بالدعاء للصائمين ، ولم يأمرهم بالدعاء لأحد إلا استجاب لهم فيه» (١).
الثالث : روى في الكافي أيضاً في الحسن ، عن ابن أبي عمير ، عن سليمان ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قول الله عزوجل (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ) قال : «الصبر الصيام ، وقال : إذا نزلت بالرجل النازلة الشديدة فإنّ الله عزوجل يقول (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ) يعني الصيام» (٢).
الرابع : وروى الصدوق في الصحيح ، عن هشام بن الحكم : أنّه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن علّة الصيام ، فقال : «إنّما فرض الله عزوجل الصيام ليستوي به الغنيّ والفقير ؛ وذلك أنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع فيرحم الفقير ؛ لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً قدر عليه ، فأراد الله عزوجل أن يسوّي بين خلقه ، وأن يذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم ، فيرقّ على الضعيف ، ويرحم الجائع» (٣).
قال الصدوق : وكتب أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام إلى محمّد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله : «علّة الصوم لعرفان مسّ الجوع والعطش ، ليكون العبد ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً صابراً ، ويكون ذلك دليلاً له على شدائد الآخرة ، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات ، واعظاً له في العاجل ، دليلاً على الأجل ؛ ليعلم شدّة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة» (٤).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٦٤ ح ١٠ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٢٨٩ أبواب آداب الصائم ب ١ ح ١.
(٢) الكافي ٤ : ٦٣ ح ٧ ، ورواه في الفقيه ٢ : ٤٥ ح ٢٠١ ، والوسائل ٧ : ٢٩٨ أبواب الصوم المندوب ب ٢ ح ١ ، والآية في سورة البقرة : ٤٥.
(٣) الفقيه ٢ : ٤٣ ح ١٩٢ ، الوسائل ٧ : ٢ أبواب وجوب الصوم ب ١ ح ١.
(٤) الفقيه ٢ : ٤٣ ح ١٩٣ ، علل الشرائع : ٣٧٨ ح ١ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٩١ ح ١ ، الوسائل ٧ : ٣ أبواب وجوب الصوم ب ١ ح ٣.