وروى في الفقيه أيضاً مرسلاً ، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب» ، أنّه قال : «جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهُ فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله أنّه قال له : لأيّ شيء فرض الله عزوجل الصوم على أُمّتك بالنهار ثلاثين يوماً ، وفرض على الأُمم أكثر من ذلك؟
فقال النبيّ : أنّ آدم عليهالسلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوماً ، ففرض الله على ذرّيته ثلاثين يوماً الجوع والعطش ، والذي يأكلونه بالليل تفضّل من الله عزوجل عليهم ، وكذلك كان على آدم عليهالسلام ، ففرض الله ذلك على أُمّتي ، ثم تلا هذه الآية (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيّاماً مَعْدُوداتٍ). (١)
قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فما جزاء من صامها؟
فقال النبيّ : ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال : أوّلها يذوب الحرام في جسده ، والثانية يقرب من رحمة الله عزوجل ، والثالثة يكون قد كفّر خطيئة آدم أبيه ، والرابعة يهوّن الله عليه سكرات الموت ، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة يعطيه الله براءة من النار ، والسابعة يطعمه الله من طيّبات الجنة.
قال : صدقت يا محمّد» (٢).
الخامس : في فضل شهر رمضان وأفضليّة صيامه والأخبار فيه في غاية الكثرة.
فروى في الكافي ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال ، قال رسول اللهُ : «لما حضر شهر رمضان ، وذلك في ثلاث بقين من شعبان ، قال
__________________
(١) البقرة : ١٨٣ ـ ١٨٤.
(٢) الفقيه ٢ : ٤٣ ح ١٩٥ ، علل الشرائع : ٣٧٨ ح ١ ، أمالي الصدوق : ١٦٢ ح ١ ، الخصال : ٥٣٠ ح ٦ ، الوسائل ٧ : ١٧٢ أبواب أحكام شهر رمضان ب ١ ح ٤.