فعلا (١) واقعياً كنصب السلم ونحوه (٢) للصعود على السطح ، إلّا أنّه (٣) لأجل (٤) عدم التمكن عادة من الطيران الممكن عقلاً ، فهي (٥) أيضا (٦) راجعة إلى العقلية ،
______________________________________________________
لأمر طبعي عادي كطيران الإنسان ، فإنّ امتناعه إنّما هو لعدم كون الجسم الثقيل بطبعه قابلاً للطيران إلّا بقاسر خارجي من جناح ، أو قوة خارقة للعادة ، فإنّه ليس ممتنعاً برهاناً ، لكنه بالقياس إلى عادم القاسر المزبور محال عقلا. إذا عرفت هذه المقدمة فاعلم :
أنّ المراد بالمقدمة العادية ما هو مقدمة لما يمتنع بدونها عادة وان لم يمتنع في نفسه عقلاً كامتناع الصعود على السطح بدون نصب السلّم وغيره من أسباب الصعود ، فإنّه محال عادة وإن كان في نفسه ممكناً عقلاً ، فوجوده بدون السبب محال عقلا ، فلا محالة ترجع المقدمة العادية إلى العقلية ، لكون توقف الصعود على السطح لغير القادر فعلاً على الطيران عقلياً ، فالقدر المشترك بين نصب السلّم ونحوه من المقدمات التي يترتب عليها الكون على السطح مقدمة عادية ، لجريان العادة على إيجاد الواجب وهو الصعود على السطح بتلك المقدمات لفاقد القدرة على الطيران فعلاً وإن كان قادراً عليه عقلا.
(١) قد عرفت : أنّ التقييد بالفعلية لإخراج التوقف بحسب الإمكان ، إذ مع إمكان الطيران عقلاً لا يتوقف الكون على السطح على نصب السلّم ونحوه.
(٢) إشارة إلى : أنّ المقدمة العادية هي القدر المشترك بين نصب السلّم ونحوه من المقدمات في مقابل الصعود بالطيران ، لا خصوص إحداها كنصب السلّم.
(٣) الضمير راجع إلى ـ التوقف الواقعي فعلا ـ وهذا تقريب إرجاع المقدمة العادية إلى العقلية ، يعني : أنّ ملاك المقدمية وهو التوقف وإن كان ثابتاً في المقدمة العادية ، إلّا أنّ هذا التوقف عقليٌّ ، لاستحالة الصعود على السطح لغير الطائر الفعلي عقلاً بدون مثل نصب السلّم وإن كان الطيران بذاته ممكناً.
(٤) خبر ـ انه ـ.
(٥) هذا جواب الشرط أعني قوله : ـ وان كانت ـ ، والضمير راجع إلى العادية.
(٦) يعني : كالمقدمة الشرعية في الرجوع إلى العقلية.