مطلوب واقعا. بخلاف الواجب الغيري ، لتمحّض وجوبه في أنّه لكونه (١) مقدّمة لواجب نفسيّ ، وهذا (٢) أيضا لا ينافي أن يكون معنونا بعنوان حسن في نفسه ، إلّا أنّه لا دخل له في إيجابه (٣) الغيري (*).
ولعله (٤) مراد من فسّرهما بما أمر به لنفسه ، وما أمر به لأجل غيره ،
______________________________________________________
غيريّ.
وبالجملة : إن كان الموجب لإيجاب الشيء حسنه الذاتي ، فهو نفسيّ ، وإن كان هو كونهما مقدّمة لمطلوب آخر ، فهو غيريّ.
(١) أي : الواجب الغيري ، وهو المرجع أيضا لضميري ـ أنّه ووجوبه ـ.
(٢) أي : التعريف للواجب الغيري بكونه متمحّضا في مقدّميّته لواجب نفسيّ لا ينافي أيضا اتّصاف الواجب الغيري بعنوان حسن في نفسه ، لكنه ليس دخيلا في إيجابه الغيري ، كالوضوء ، والغسل ، على ما تقدّم آنفا.
(٣) أي : الواجب ، وضميرا ـ أنّه وله ـ راجعان إلى عنوان حسن ، ويمكن أن يكون ضمير ـ أنّه ـ للشأن.
(٤) أي : ما ذكرناه من تعريف الواجب النفسيّ بما وجب لحسنه الذاتي ، والغيري بما وجب لمقدّميته لواجب نفسي.
وغرضه من هذه العبارة : دفع الاعتراض المزبور ـ وهو لزوم اندراج جلّ الواجبات النفسيّة في الواجبات الغيرية ـ عمّن فسّر النفسيّ بـ «ما امر به لنفسه» ، والغيري بـ «ما امر به لأجل غيره» بأنّه يحتمل أن يريد من هذا التفسير ما ذكرناه :
من كون الواجب النّفسي ما وجب لحسن نفسه ، والغيري ما وجب لحسن غيره ،
__________________
(*) فتكون النفسيّة والغيريّة كالإطلاق والاشتراط وصفين إضافيّين ، كما أنّ النسبة بينهما على تحديد الميرزا (قده) لهما هي التباين ، لأنّ الوجوب الابتدائي غير المترشح من وجوب غيره مباين للوجوب المترشّح من غيره ، كما لا يخفى.