.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
ما يستحق فاعله المدح والثواب ، وتاركه الذم والعقاب» وجه الفساد : استقلال العقل بلزوم انقياد العبد لمولاه في أوامره ونواهيه جريا على رسم العبوديّة ، وقانونها ، حيث إنّ كفران المنعم الحقيقي الّذي هو وليّ النعم ومفيضها ظلم عليه ، فيوجب استحقاق العقوبة. فاستحقاق العقاب عقلا في طرف المخالفة ، لكونها طغيانا وتجرّيا على المولى ، وهتكا لحرمته لا بأس به. بخلاف إطاعة الأوامر ، فإنّ استحقاق الثواب عليها بهذا المعنى في غاية الإشكال ، لما عرفت من حكم العقل بكون الإطاعة من وظائف العبوديّة ورسومها ، ولا أجر على أداء الوظيفة.
نعم يمدحه العقلاء على الانقياد لأوامر المولى ، لكنّه غير الأجر المستحق على مولاه بإزاء عمله.
ومنها : أن يراد به قابليّة العبد بسبب صدور أعمال حسنة منه للفيض إن لم تكن مقرونة بالمعاصي المانعة عن هذه القابليّة ، فالمراد بالاستحقاق ما هو خلاف ظاهره من ثبوت حقّ للعبد على مولاه ، لأجل إطاعته. وهذا المعنى صحيح في نفسه ، ضرورة أنّ قابليّة المحل للألطاف الإلهيّة والفيوضات الربّانيّة من المسلّمات ، ولا ينبغي الارتياب فيها. لكن الاستحقاق بهذا المعنى ليس محلّ النزاع بين المتكلّمين.
ومنها : أن يراد به الاستحقاق الشرعي ، بمعنى : وجوب إعطاء الأجر على الباري جلّت عظمته ، لأجل وعده عزوجل لعباده الصالحين والمطيعين بالجنّة وغيرها من النعم الّتي لا زوال لها ، ووعده صدق ، ولا خلف فيه ، لقبحه ، فيجب عليه الوفاء بالوعد ، وهذا الوعد تأكيد لدعوة العامة ، وسبب لمزيد رغبتهم في التمكين من المولى ، والانقياد له ، هذا.