ليس الجمل جازيا. وقد يجوز حذف خبر «ليس» في ضرورة الشعر ، نحو قوله [من الكامل] :
١٢٢ ـ لهفي عليك للهفة من خائف |
|
يبغي جوارك حين ليس مجير |
يريد : ليس في الدنيا مجير ، فحذف «في الدنيا» وهو الخبر ، لفهم المعنى.
وزاد الكوفيون في أدوات العطف : كيف وأين وهلّا ، واستدلوا على ذلك بأنّ العرب تقول : «ما أكلت لحما فكيف شحما» ، و «ما يعجبني لحم فكيف شحم» ، و «لقيت زيدا
______________________
ـ مضارع مرفوع. «الفتى» : فاعل مرفوع. «ليس» : حرف عطف ينفي عمّا بعده ما ثبت لما قبله. «الجمل» : معطوف على الفتى مرفوع ، وسكّن للضرورة الشعرية.
وجملة : «إذا ولّيت ... فاجزه» الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة «ولّيت ...» في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة «اجزه» جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «يجزي» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «ليس الجمل» حيث وردت «ليس» حرف عطف بمعنى «لا» النافية.
١٢٢ ـ التخريج : البيت للشمردل بن عبد الله الليثي في شرح التصريح ١ / ٢٠٠ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٢٧ ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ١٠٣ ؛ وللتميميّ الحماسيّ في الدرر ٢ / ٦٣ ؛ وللتّيمي في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٩٥٠ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ٨٢ ؛ وجواهر الأدب ص ٢٠٥ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ٦٣١ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١١٦.
شرح المفردات : اللهفة : التحسّر. يبغي : يريد. المجير : المعين.
المعنى : يقول : إنّي أتحسّر عليك تحسّر خائف يريد الاستجارة بك في وقت عزّ فيه المجير.
الإعراب : «لهفي» : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والياء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «عليك» : جار ومجرور متعلّقان بـ «لهف». «للهفة» : جار ومجرور متعلّقان بخبر المبتدأ المحذوف. «من خائف» : جار ومجرور متعلّقان بـ «لهفة» أو بمحذوف نعت لـ «لهفة». «يبغي» : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو». «جوارك» : مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والكاف ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «حين» : ظرف زمان منصوب متعلّق بـ «يبغي». «ليس» : فعل ماض ناقص. «مجير» : اسم «ليس» مرفوع ، وخبر «ليس» محذوف للضرورة.
وجملة : «لهفي عليك ...» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «يبغي جوارك» في محلّ جرّ نعت «خائف». وجملة : «ليس مجير موجودا» في محل جرّ بالإضافة.
والشاهد فيه قوله : «ليس مجير» حيث حذف خبر «ليس» ، ضرورة.
جمل الزجاجي / ج ١ / م ١٢