النكرة ، وكذلك الاستفهام ، ولذلك أجاز سيبويه أن تكون «أرضك» خبرا لـ «كم» في قولهم : «كم جريبا أرضك»؟
ومما جاء من ذلك في هذا الباب : «من كان أخاك»؟ و «ما جاءت حاجتك»؟ حكاهما سيبويه بنصب «الأخ» و «الحاجة» ، وهما معرفتان قد أخبر بهما عن ضمير «من» و «ما» الاستفهاميّتين ، واسم الاستفهام نكرة وضمير النكرة كما تقدّم من الإخبار بمنزلة النكرة.
وإذا كان الخبر في هذا الباب ضميرا ، فالأفصح أن يجيء منفصلا ، فنقول : «كان زيد إيّاك» ، و «كنت إيّاك» ، ومنه قوله [من مجزوء الرمل] :
٢٦٢ ـ ليس إيّاي وإيّا |
|
ك ولا نخشى رقيبا |
ولم يقل : «ليسني». وكذلك قول عمر بن أبي ربيعة [من الطويل] :
٢٦٣ ـ لئن كان إيّاه لقد حال بعدنا |
|
عن العهد والإنسان قد يتغيّر |
______________________
٢٦٢ ـ التخريج : البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٤٨٥ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣٢٢ ؛ والدرر (برقم ١٦٥ ، وقد سقط منه) ؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ٣ / ٧٥ ، ١٠٧ ؛ والكتاب ٢ / ٣٥٨ ؛ ولسان العرب ٦ / ٢١٢ (ليس) ؛ والمقتضب ٣ / ٩٨ ؛ والمنصف ٣ / ٦٢.
المعنى : يدعو ان لا يوجد سواهما ، وأن يأمنا شرّ المراقب.
الإعراب : ليس : فعل ماض ناقص ، و «اسمها» : ضمير مستتر. إياي : ضمير منفصل في محلّ نصب خبر (ليس) ، و «الياء» : حرف للمتكلم. وإياك : «الواو» : حرف عطف ، «إيا» : ضمير منفصل معطوف على سابقه ، و «الكاف» : حرف للخطاب. ولا : «الواو» : حرف عطف ، و «لا» : نافية. نخشى : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (نحن). رقيبا : مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة «ليس غريب إلا إياي وإياك» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «ولا نخشى» : معطوفة على جملة «لا نرى» : في محل رفع.
والشاهد فيه قوله : «ليس إياي وإياك» حيث جاء بالخبر ضميرا منفصلا ، وليست هكذا رواية ديوان عمر ، فهي (ليس إلاني وإياها).
٢٦٣ ـ التخريج : البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٩٤ ؛ وتخليص الشواهد ص ٩٣ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣١٢ ، ٣١٣ ؛ وشرح التصريح ١ / ١٠٨ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٠٧ ؛ والمقاصد النحويّة ١ / ٣١٤ ؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ١٠٢ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٥٣ ؛ والمقرب ١ / ٩٥.
شرح المفردات : حال : تغيّر. عن العهد : عمّا كنّا عليه سابقا. ـ