أن الجواب بمنزلة الجملة المستأنفة ولو لا ذلك لما ساغ دخول لام الابتداء في الجواب ، نحو قولهم : «والله لزيد قائم».
والموضع الذي تكسر فيه وتفتح بعد «إذا» التي للمفاجأة ، نحو قولك : «خرجت فإذا أن زيدا قائم» ، إن شئت كسرت فيه «إنّ» وإن شئت فتحتها. فإن كسرتها لم تقدر «إذا» في موضع خبر فيكون الواقع بعدها جملة مستأنفة ، فتكسر «إنّ» لذلك. وإن فتحتها كانت «إذا» في موضع الخبر ، وتكون «أن» ومعمولاها تتقدّر بمصدر مبتدأ ، فكأنك قلت : «خرجت فإذا قيام زيد» ، وقد روي قوله [من الطويل] :
٣١٧ ـ وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا |
|
إذا أنّه عبد القفا واللهارم |
بكسر «إنّ» وفتحها.
وبعد «أما» ، نحو قولك. «أما إنّ زيدا قائم». إن شئت فتحت فيه «إنّ» ، وإن شئت كسرتها ، وذلك أيضا على تقديرين مختلفين. فإن جعلت «أما» استفتاح كلام كـ «ألا» كسرت «إنّ» بعدها ، كما تكسرها بعد «ألا» ، فتقول : «أما إنّ زيدا قائم» ، وإن جعلتها بمعنى «أحقا»
______________________
٣١٧ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٣٣٨ ؛ وتخليص الشواهد ص ٣٤٨ ؛ والجنى الداني ص ٣٧٨ ، ٤١١ ؛ وجواهر الأدب ص ٣٥٢ ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ٢٦٥ ؛ والخصائص ٢ / ٣٩٩ ؛ والدرر ٢ / ١٨٠ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١٣٨ ؛ وشرح التصريح ١ / ٢١٨ ؛ وشرح ابن عقيل ص ١٨١ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٨٢٨ ؛ وشرح المفصل ٤ / ٩٧ ، ٨ / ٦١ ؛ والكتاب ٣ / ١٤٤ ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٢٢٤ ؛ والمقتضب ٢ / ٣٥١ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٣٨.
اللغة والمعنى : القفا : المؤخّرة. اللهازم : ج اللهزمة ، وهي العظم الناتىء في اللحي تحت الأذن. وعبد القفا واللهازم : كناية عن الخسّة والحقارة.
الإعراب : وكنت : الواو : حسب ما قبلها ، كنت : فعل ماض ناقص ، والتاء : ضمير في محلّ رفع اسم «كان». أرى : فعل مضارع مرفوع. والفاعل : أنا. زيدا : مفعول به أوّل لـ «أرى» القلبيّة منصوب. كما : الكاف : حرف جرّ ، ما : اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ. قيل : فعل ماض للمجهول ، ونائب الفاعل : هو. سيّدا : مفعول به ثان لـ «أرى». إذا : الفجائيّة. أنّه : حرف مشبّه بالفعل ، والهاء : في محل نصب اسم «أنّ». عبد : خبر «أنّ» مرفوع ، وهو مضاف. القفا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر. واللهازم : الواو : حرف عطف. اللهازم : معطوف على «القفا» مجرور.
وجملة (كنت أرى ...) الفعليّة بحسب الواو. وجملة (أرى) الفعليّة في محلّ نصب خبر «كنت». وجملة (قيل) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول.
والشاهد فيه جواز فتح همزة «إنّ» وكسرها بعد «إذا» الفجائية.