«من ربّي لأفعلنّ كذا» ، فدلّ ذلك على أنها ليست تلخيص «أيمن» ، وأيضا فإنها لو كانت بقية «أيمن» لكانت معربة لأنّ الاسم المعرب كما تقدّم إذا حذف منه شيء بقي معربا ، فكون «من» مبنيّة على السكون دليل على أنها حرف خفض وليست بقية «أيمن».
واستدلّ الذي ذهب إلى أنّ «لعلّ» مفتوحة اللام من حروف الخفض بقوله [من الطويل] :
فقلت ادع أخرى وارفع الصّوت دعوة |
|
لعلّ أبي المغوار منك قريب (١) |
فإنّه يروى بخفض «أبي المغوار» ، وهذا لا حجة فيه عندي ، لأنه قد استقر في «لعلّ» المفتوحة اللام أن تنصب الاسم وترفع الخبر ، فإن أمكن إبقاؤها على ما استقر فيها كان أولى ، وقد أمكن ذلك بأن يكون اسم «لعلّ» ضمير الأمر والشأن محذوفا ، يريد : لعلّه ، على حد حذفه في قول الآخر [من الخفيف] :
إنّ من لام في بني بنت حسّ |
|
ان ألمه وأعصه في الخطوب (٢) |
يريد : إنّه من لام ، ويكون «أبي المغوار» مخفوضا بحرف جر محذوف لفهم المعنى ، تقديره : لعلّ لأبي المغوار ، ونظيره في ذلك قول أبي الأصبع العدواني [من البسيط] :
٣٢٤ ـ لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب |
|
عنّي ولا أنت ديّاني فتخزوني |
______________________
(١) تقدم بالرقم ٢٨٤.
(٢) تقدم بالرقم ٢٨٦.
٣٢٤ ـ التخريج : البيت لذي الإصبع العدواني في أدب الكاتب ص ٥١٣ ؛ والأزهيّة ص ٢٧٩ ؛ وإصلاح المنطق ص ٣٧٣ ؛ والأغاني ٣ / ١٠٨ ؛ وأمالي المرتضى ١ / ٢٥٢ ؛ وجمهرة اللغة ص ٥٩٦ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ١٧٣ ، ١٧٧ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ؛ والدرر ٤ / ١٤٣ ؛ وسمط اللآلي ص ٢٨٩ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٥ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٤٣٠ ؛ ولسان العرب ١١ / ٥٢٥ (فضل) ، ١٣ / ١٦٧ ، ١٧٠ (دين) ، ٢٩٥ ، ٢٩٦ (عنن) ، ٥٣٩ (لوه) ، ١٤ / ٢٢٦ (خزا) ؛ والمؤتلف والمختلف ص ١١٨ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٤٧ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٢٨٦ ؛ ولكعب الغنوي في الأزهية ص ٩٧ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٢٦٣ ، ٢ / ١٢١ ، ٣٠٣ ؛ والإنصاف ١ / ٣٩٤ ؛ والجنى الداني ص ٢٤٦ ؛ وجواهر الأدب ص ٣٢٣ ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ١٢٤ ، ٣٤٤ ؛ والخصائص ٢ / ٢٨٨ ؛ ورصف المباني ص ٢٥٤ ، ٣٦٨ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٢١٥ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٦٤ ؛ وشرح المفصل ٨ / ٥٣ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٢٩.
شرح المفردات : لاه : أصله «لله» حذفت لام الجرّ ولام التعريف والباقية هي فاء الكلمة وذلك حسب رأي سيبويه. أفضلت : زدت فضلا. الحسب : الشرف الثابت في الآباء. الديّان : صاحب الأمر. تخزوني : تسوسني وتقهرني.