يريد : لله ابن عمّك ، ويكون «قريب» صفة لموصوف محذوف ، كأنّه قال : جواب قريب ، فيكون التقدير : لعلّه لأبي المغوار منك جواب قريب. وحمله على هذا أولى وإن كان فيه ضرورتان : حذف ضمير الأمر والشأن وحذف حرف الجر وإبقاء عمله. لأن لعلّ لم يستقرّ الجرّ بها.
واستدلّ الذي ذهب إلى أن «لعل» المكسورة اللام حرف جر بقول الآخر [من الوافر] :
لعلّ الله فضّلكم علينا |
|
بشيء أنّ أمّكم شريم (١) |
فخفض اسم الله تعالى.
وهذا عندي ينبغي أن يحمل على ظاهره ولا يتعدى ذلك فيه ، لأنّه لم يستقر في هذه المكسورة إلّا نصب الاسم بها ورفع الخبر ، فيكون في جعلها جارة خروج عما استقرّ فيها.
وأما «لو لا» فاستدلّ سيبويه على جرّ المضمر بها بقول العرب : لولاك ولولاه ولولاي.
وذلك أن الكاف والهاء والياء لا تكون ضمائر رفع بل هي مترددة بين أن تكون ضمائر نصب
______________________
ـ المعنى : يقول : لله أمر ابن عمّك ، لا أنت أفضل منّي حسبا ، ولا أشرف منيّ نسبا ، ولا وليّ أمري فتسوسني وتقهرني.
الإعراب : «لاه» : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. «ابن» : مبتدأ مؤخّر مرفوع ، وهو مضاف. «عمّك» : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. «لا» : حرف نفي. «أفضلت» : فعل ماض ، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل. «في حسب» : جار ومجرور متعلّقان بـ «أفضلت». «عني» : جار ومجرور متعلّقان بـ «أفضلت». «ولا» : الواو حرف استئناف ، «لا» : حرف نفي. «أنت» : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. «دياني» : خبر المبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والياء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «فتخزوني» : الفاء : حرف عطف ، أو السببيّة ، «تخزوني» : فعل مضارع مرفوع ، أو منصوب ، والنون للوقاية ، والياء ضمير في محلّ نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنت».
وجملة : «لاه ابن عمك» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «لا أفضلت» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «لا أنت ديّاني» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «تخزوني» معطوفة على جملة لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «لاه» حيث حذف حرف الجر اللام لفهم المعنى. والأصل : لله.
(١) تقدم بالرقم ٢٨٥.