فخفض «الجامل». والرواية الصحيحة : الجامل ، بالرفع على أن تكون «ما» في موضع اسم نكرة مخفوض بـ «ربّ» ، و «الجامل» خبر ابتداء مضمر والجملة في موضع الصلة ، كأنه قال : ربّ شيء هو الجامل المؤبّل.
وإن صحّت الرواية بخفض «الجامل» ، كان «الجامل» مخفوضا بـ «ربّ» على تقدير زيادتها كأنّه قال : ربّما جامل ، فيكون مثل قولهم : «إنّي لأمرّ بالرجل مثلك فأكرمه» ، أي : برجل مثلك.
وفي «ربّ» لغات : ربّ ، ورب ، شديدة وخفيفة ، قال الحليس [من الكامل] :
٣٦٠ ـ أزهير إن يشب القذال فإنّه |
|
رب هيضل مرس لففت بهيضل |
______________________
ـ الشاهد فيه قوله : «ربّما الجامل» حيث جرّت «ربّ» الاسم المعرّف بالألف واللام «الجامل».
٣٦٠ ـ التخريج : البيت لأبي كبير الهذلي في الأزهية ص ٢٦٥ ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٨ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٥٣٥ ، ٥٣٦ ، ٥٣٧ ؛ وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١٠٧٠ ؛ ولسان العرب ١١ / ٦٩٨ (هضل) ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٥٤ ؛ وللهذليّ في المحتسب ٢ / ٣٤٣ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٥٢ ، ١٩٢ ؛ وشرح المفصل ٥ / ١١٩ ؛ ولسان العرب ٨ / ٣٣٨ (مصع) ؛ ومجالس ثعلب ص ٣٢٥ ؛ والمقرب ١ / ٢٠٠ ؛ والممتع في التصريف ٢ / ٦٢٧.
اللغة : القذال : شعر ما بين نقرة القفا وأعلى الأذن. الهيضل : الجماعة من الناس. مرس : شديد مجرّب للحروب. لففت : جمعت.
المعنى : يا زهير حتى لو شاب شعري ، فإنني ما زلت قادرا على جمع جيش بجيش في المعارك والحروب.
الإعراب : «أزهير» : «أ» : حرف نداء للقريب ، «زهير» : منادى علم مبني على الضمّ على التاء المحذوفة للترخيم ، في محلّ نصب. «إن» : حرف شرط جازم. «يشب» : فعل مضارع مجزوم بالسكون لأنه فعل الشرط ، وحرّك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. «القذال» : فاعل مرفوع بالضمّة. «فإنه» : «الفاء» : رابطة لجواب الشرط ، «إن» : حرف مشبّه بالفعل ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب اسم «إنّ». «رب» : حرف جرّ شبيه بالزائد. «هيضل» : اسم مجرور لفظا ، مرفوع محلّا على أنّه مبتدأ. «مرس» : صفة لهيضل مجرور مثله بالكسرة. «لففت» : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. «بهيضل» : جار ومجرور متعلّقان بـ (لففت).
وجملة النداء : «أزهير» ابتدائية لا محل لها. وجملة «إن يشب القذال فإنه ...» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «فإنه رب هيضل» : في محل جزم جواب الشرط. وجملة «هيضل لففته» : في محلّ رفع خبر «إن». وجملة «لففت» : في محل رفع خبر المبتدأ (هيضل).