و «الصّيب» المطر سمي بذلك لنزوله ، يقال : صاب يصوب إذا نزل ؛ ومنه : صوّب رأسه : إذا خفضه ؛ قال [الطويل]
٢٤٢ ـ فلست لإنسيّ ولكن لملأك |
|
تنزّل من جوّ السّماء يصوب (١) |
وقال آخر : [الطويل]
٢٤٣ ـ فلا تعدلي بيني وبين مغمّر |
|
سقتك روايا المزن حيث تصوب (٢) |
وقيل : إنه من صاب يصوب : إذا قصد ، ولا يقال : صيّب إلا للمطر الجواد ، كان ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول : «اللهم اجعله صيّبا هنيئا» (٣) أي : مطرا جوادا ، ويقال أيضا للسحاب : صيّب ؛ قال الشماخ : [الطويل]
٢٤٤ ـ ........... |
|
وأسحم دان صادق الرّعد صيّب (٤) |
وتنكير «صيب» يدلّ على نوع زائد من المطر شديد هائل كما نكرت «النّار» في التمثيل الأول.
وقرىء «كصائب» ، والصّيب أبلغ.
__________________
(١) البيت لعلقمة الفحل ينظر صلة ديوانه ص : ١١٨ ، ولمتمم بن نويرة ينظر ديوانه : ص ٨٧ ، وشرح أشعار الهذليين : ١ / ٢٢٢ ، أو لرجل من عبد القيس أو لأبي وجزة ، أو لعلقمة في المقاصد النحوية : ٤ / ٥٣٢ ، وينظر لسان العرب (صوب) ، (ألك) ، (لأك) ، (ملك) ، والكتاب : ٤ / ٣٨٠ ، وشرح شواهد الشافية : ص ٢٨٧ ، وشرح شافية ابن الحاجب : ٢ / ٣٤٦ ، وجمهرة اللغة : ص ٩٨٢ ، وأمالي ابن الحاجب : ص ٨٤٣ ، والأشباه والنظائر : ٨ / ٦٩ ، والاشتقاق : ص ٢٦ ، وإصلاح المنطق : ص ٧١ ، والمنصف : ٢ / ١٠٢ ، والمفضليات : (٣٩٤) ، جمل الزجاجي (٦٠) ، ومعاني الزجاج (١ / ٨٠) ، مجاز القرآن (١ / ٣٣) والتهذيب (ألك) ، الطبري (١ / ١٨٢) ، القرطبي : (١ / ١٨٢) ، المحرر الوجيز : (١ / ١١٦) ، والأمالي الشجرية : (٢ / ٢٠ ، ٢٩٢) ، والدر المصون : (١ / ١٣٥).
(٢) البيت لعلقمة. ينظر ديوانه : (٣٤) ، أمالي ابن الشجري : (٢ / ٢٠) ، والمفضليات : (٣٩٢) ، القرطبي : (١ / ١٥١) ، النكت والعيون : (١ / ٨١) ، والدر المصون : (١ / ١٣٥).
(٣) أخرجه النسائي في السنن (٣ / ١٦٤) عن عائشة ولفظه اللهم اجعله صيبا نافعا كتاب الاستسقاء (١٧) باب القول عند المطر (١٥) حديث رقم (١٥٢٣).
وابن ماجه في السنن (٢ / ١٢٨٠) كتاب الدعاء باب ما يدعو به الرجل إذا رأى السحاب والمطر حديث رقم (٣٨٩٠).
وأحمد في المسند (٦ / ٩٠) ـ وابن أبي شيبة (١٠ / ٢١٩) وابن عساكر (٢ / ٤٠٩).
وذكره الزبيدي في الاتحاف (٥ / ١٠٤) والهندي في كنز العمال حديث رقم (٢٣٥٥١).
(٤) عجز بيت للشماخ ينظر ديوانه : (٤٣٢) ، وذكره الشيخ محمد عليان المرزوقي في حاشيته على تفسير الكشاف وذكر صدره :
عفا آية نسج الجنوب مع الصبا
وقيل للنابغة الذبياني ، وقيل للهيثم بن خوار. ينظر الكشاف : ١ / ٨١ ، البحر المحيط : ١ / ٢١٨ ، والرازي : ٢ / ١٧٢.