اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وقيل : إنه العشي ، وهو ما بين الزوال والغروب. قاله الحسن وقتادة.

[وقال الشاعر] :

٥٣٠١ ـ تروّح بنا يا عمرو قد قصر العصر

وفي الرّوحة الأولى الغنيمة والأجر (١)

وعن قتادة : هو آخر ساعة من النهار ، فأقسم سبحانه بأحد طرفي النهار كما أقسم بالضحى ، وهو أحد طرفي النّهار (٢) ، قاله أبو مسلم.

وقيل : هو قسم بصلاة العصر ، وهي الوسطى ؛ لأنها أفضل الصلوات ، قاله مقاتل.

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصّلاة الوسطى ، صلاة العصر» (٣).

وقيل : أقسم بعصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفضله بتجديد النبوة فيه.

وقيل : معناه وربّ العصر.

فصل

قال مالك ـ رضي الله عنه ـ من حلف ألّا يكلم رجلا عصرا ، لم يكلمه سنة. قال ابن العربي : [إنما حمل مالك يمين الحالف ألا يكلم امرءا عصرا على السنة ، لأنه أكثر ما قيل فيه ، وذلك على أصله في تغليظ](٤) المعنى في الأيمان.

وقال الشافعي : يبر بساعة إلا أن تكون له نيّة ، وبه أقول ، إلا أن يكون الحالف عربيا ، فيقال له : ما أردت؟ فإذا فسره بما يحتمله قبل منه إلا أن يكون الأقل ، ويجيء على مذهب مالك أن يحمل على ما يفسر.

قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) ، هذا جواب القسم ، والمراد به العموم بدليل الاستثناء منه ، وهو من جملة أدلة العموم.

وقال ابن عباس في رواية أبي صالح : المراد به الكافر.

وقال في رواية الضحاك (٥) : يريد جماعة من المشركين الوليد بن المغيرة والعاص ابن وائل والأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى والأسود بن عبد يغوث. وقوله تعالى : (لَفِي خُسْرٍ) أي : لفي غبن.

وقال الأخفش : لفي هلكة.

وقال الفراء : لفي عقوبة ، ومنه قوله : (وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً) [الطلاق : ٩] ، وقال الفراء : لفي شرّ.

__________________

(١) ينظر اللسان (عصر) ، والقرطبي ٢٠ / ١٢٢.

(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٦٨٤) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٦٧) ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

(٣) تقدم تخريجه في سورة البقرة.

(٤) سقط من : ب.

(٥) ذكره القرطبي في «تفسيره» (٢٠ / ١٢٣).