والأولى قد عرفت أنّها ضعيفة ، مع أنّها غير واضحة الدلالة على الحكم في مفروض المسألة.
والثانية وإن كانت بحسب السند معتبرة في الجملة إلاّ أنّها لا تقاوم الرواية المتقدّمة المعتضدة بما قبلها من الرواية المستفيضة ، وبالشهرة الظاهرة والمحكية كما عرفته ، وبدعوى الإجماع على تقديم بيّنة الخارج على الإطلاق في الغنية (١) ، وبالمخالفة لما عليه أكثر العامّة ، كما عرفته من كلام الخال العلاّمة في حمله الرواية الثانية على التقية. ولعله يعضده كون الراوي لها غياث بن إبراهيم وهو بتري. فتأمّل.
وبالجملة : طرح هذه الرواية متعين ، وإن ذهب إليها الشيخ في الخلاف والتهذيبين (٢) ، ونسبه في المسالك (٣) إليه في النهاية وإلى الماتن ، ولعله وهم ؛ لتصريح الماتن هنا كما ترى وفي الشرائع (٤) أيضاً بتقديم بيّنة الخارج هنا.
وعبارة النهاية المحكية في المختلف (٥) ساكتة عن حكم البيّنتين المسبّبتين ، وإنّما حكمت بتقديم بيّنة ذي اليد إذا انفردت بالسبب ، ولذا لم ينسبه فيها إلى ما ذكره أحد من الطائفة حتى من تبعه. بل صرح جمع بما ذكرناه من النسبة ، كالفاضل في المختلف ، وابن فهد في المهذّب ، والشهيد في النكت (٦) ، وغيرهم.
__________________
(١) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٦٢٥.
(٢) الخلاف ٦ : ٣٢٩ ، الاستبصار ٣ : ٤٢ ، التهذيب ٦ : ٢٣٧.
(٣) المسالك ٢ : ٣٩٠.
(٤) الشرائع ٤ : ١١١.
(٥) المختلف : ٦٩١ ، ٦٩٢ ، النهاية : ٣٤٤.
(٦) المختلف : ٦٩٢ ، المهذّب البارع ٤ : ٤٩٣ ، غاية المراد ( مخطوط ) الورقة : ٢٥٩.