مِنْكُمْ ) (١) و ( مِمَّنْ تَرْضَوْنَ ) (٢) وخصوص ما مرّ من الصحيح في شهادة الصبي : « إن عقله حين يدرك أنّه حق جازت شهادته » (٣).
( ومن يناله الجنون ) ويعتوره ( أدواراً ) في وقت دون وقت ( تقبل ) شهادته ( في حال الوثوق باستكمال فطنته ) وكمال عقله ، بلا خلاف فيه أيضاً على الظاهر المصرح به في بعض العبائر (٤) ؛ لعموم الأدلّة وزوال المانع.
وذكر المتأخّرون (٥) من غير خلاف بينهم أجده أنّ في حكمه المغفّل الذي لا يحفظ ولا يضبط ويدخل فيه التزوير والغلط وهو لا يشعر ؛ لعدم الوثوق بقوله. وكذا من يكثر غلطه ونسيانه ، ومن لا يتنبّه لمزايا الأُمور وتفاصيلها ، إلاّ أن يعلم عدم غفلته فيما يشهد به.
وعلى الحاكم التفتيش عن حال من هذه صفته إلى ان يغلب على ظنّه علمه وتفطنه ، ووجهه واضح.
وفي الخبر عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله تعالى ( مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ ) قال : « ممن ترضون دينه وأمانته وصلاحه وعفته وتيقّظه فيما يشهد به وتحصيله وتمييزه ، فما كل صالح مميّز محصّل ، ولا كل محصّل مميّز صالح » (٦).
__________________
(١) الطلاق : ٢.
(٢) البقرة : ٢٨٢.
(٣) الكافي ٧ : ٣٨٩ / ٤ ، التهذيب ٦ : ٢٥١ / ٦٤٧ ، الوسائل ٢٧ : ٣٤٢ كتاب الشهادات ب ٢١ ح ١.
(٤) مجمع الفائدة والبرهان ١٢ : ٢٩٧.
(٥) كالمحقق في الشرائع ٤ : ١٢٦ ، والشهيد في الدروس ٢ : ١٢٤ ، والسبزواري في الكفاية : ٢٧٩ ، والفيض الكاشاني في المفاتيح ٣ : ٢٧٧.
(٦) تفسير العسكري عليهالسلام : ٦٧٢ ، الوسائل ٢٧ : ٣٩٩ كتاب الشهادات ب ٤١ ح ٢٣.