ووجه الجمع بين الأخبار السابقة وهذه الأخبار ونحوها المتوهم تعارضها لها من حيث تضمن هذه تعداد الكبائر ، وحصرها في عدد مخصوص من سبع كما في الأوّل ونحوه ، أو ما زاد كما في الباقي ، وهو مناف لما تضمنته تلك من أنّها ما أوجب الله تعالى عليه النار ، وهو يزيد عن الأفراد المعدودة في هذه النصوص وترتقي إلى سبعمائة كما عن ابن عباس (١) وتبعه من الأصحاب جماعة (٢) ما ذكره بعض الأصحاب من أنّه يجوز أن يكون مراتب الكبائر مختلفة بأن يكون السبع أكبر من الباقي (٣).
أقول : ويعضده بعض الصحاح المتقدمة المتضمنة لأنّها سبع بعد الحكم فيه بأنّها ما أوجب عليه النار.
وأظهر منه الخبران (٤) : « أكبر الكبائر سبع : الشرك بالله العظيم ، وقتل النفس التي حرّم الله تعالى إلاّ بالحق ، وأكل مال اليتيم ، وعقوق الوالدين ، وقذف المحصنات ، والفرار من الزحف ، وإنكار ما أنزل الله تعالى عزّ وجلّ ».
هذا ، ويحتمل حمل الأخبار الأخيرة المتضمنة للتعداد على التمثيل ،
__________________
(١) حكاه عنه الطبري في جامع البيان ٤ : ٢٧.
(٢) منهم الفاضل المقداد في التنقيح ٤ : ٢٩١ ، والشهيد الثاني في الروضة ٣ : ١٢٩ ، وصاحب الحدائق ١٠ : ٥١.
(٣) الحدائق ١٠ : ٤٩.
(٤) الأول في : التهذيب ٤ : ١٤٩ / ٤١٧ ، الوسائل ١٥ : ٣٢٥ أبواب جهاد النفس وما يناسبه ب ٤٦ ح ٢٠.
والثاني في : الفقيه ٣ : ٣٦٦ / ١٧٤٥ ، الخصال : ٣٦٣ / ٥٦ ، علل الشرائع : ٤٧٤ / ١ ، الوسائل ١٥ : ٣٢٦ أبواب جهاد النفس وما يناسبه ب ٤٦ ح ٢٢.