بهم (١). واستحسنه شيخنا الشهيد الثاني قال : لما فيه من تعطيل الحق الواجب قضاؤه على الفور ، والحديث يصلح شاهداً عليه ، وإلاّ كان مفيداً للكراهة ؛ للتسامح في أدلته (٢). انتهى. ولا بأس به.
( وأن يقضي مع ما يشغل النفس ، كالغضب ) لغير الله تعالى ( والجوع ، والعطش ، والغم ، والفرح ، والمرض ، وغلبة النعاس ) ومدافعة الأخبثين ونحو ذلك من المشغلات ، كما يستفاد من الأخبار ففي النبوي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يقضي وهو غضبان » (٣).
وفي آخر : « لا يقضي إلاّ وهو شبعان » (٤).
وفي ثالث : « لا يقضي وهو غضبان مهموم ، ولا مصاب محزون » (٥).
وفي وصية عليّ عليهالسلام لشريح : « ولا تقعدنّ في مجلس القضاء حتى تطعم » (٦).
وأن يستعمل الانقباض المانع من الإتيان بالحجة ، واللين الذي لا يؤمن معه من جرأة الخصم.
( وأن يرتّب ) ويعيّن ( قوماً ) دون غيرهم ( للشهادة ) لما يترتب عليه من التضييق على الناس ، والغضاضة من العدل الغير المرتّب ، ونقل
__________________
(١) إيضاح الفوائد ٤ : ٣١٠.
(٢) المسالك ٢ : ٣٥٨.
(٣) الكافي ٧ : ٤١٣ / ٢ ، الفقيه ٣ : ٦ / ١٩ ، التهذيب ٦ : ٢٢٦ / ٥٤٢ ، الوسائل ٢٧ : ٢١٣ أبواب آداب القاضي ب ٢ ح ١.
(٤) سنن الدارقطني ٤ : ٢٠٦ / ١٤.
(٥) المبسوط ٨ : ٨٨ ، مغني المحتاج ٤ : ٣٩١.
(٦) الكافي ٧ : ٤١٢ / ١ ، الفقيه ٣ : ٨ / ٢٨ ، التهذيب ٦ : ٢٢٥ / ٥٤١ ، الوسائل ٢٧ : ٢١١ أبواب آداب القاضي ب ١ ح ١.