______________________________________________________
ثمَّ إنه لا مجال للمناقشة في الموثق المذكور بأن ذكر الصفات لأجل التنبيه على الصفات الغالبية الموجبة للعلم ولو بضميمة بعض القرائن كما تقدم فان ذلك لو سلم هناك لا مجال لتسليمه هنا ، لأنه ذكر الإرجاع إلى الصفات فيه في الرتبة الثانية للعادة ، فلو كان المراد العلم الحقيقي تعين تقديمه على العادة. ومن ذلك تعرف الاشكال فيما ذكره الأستاذ ( قده ) في رسالة الدماء ، حيث ناقش في جميع نصوص الصفات بأنها واردة في مقام التنبيه على ما يوجب العلم ، عدا مرسلة يونس (١) فإنها في مقام جعل الطريق إلا أن موضوعها الإقبال والادبار وهو تغير الدم من الأقوى إلى الأضعف أو بالعكس ، وهو غير التمييز بالصفات. نعم ما ذكره في المرسلة في محله ، لكن سيأتي ـ إن شاء الله ـ ما فيه في آخر المبحث. مع أن المرسلة أيضاً قد اشتملت على مثل ما اشتملت عليه النصوص الأخرى ، مثل قوله (ع) « إن دم الحيض أسود يعرف » ، ولم يتضح التفكيك بين هذه الجملة فتكون ظاهرة في المعرفة التعبدية ، وقوله (ع) في موثق إسحاق : « دم الحيض ليس به خفاء .. » فيدعى ظهوره في المعرفة الحقيقية.
ثمَّ إن شيخنا الأعظم (ره) في طهارته أورد على استفادة الكلية من النصوص المذكورة وما ماثلها ـ مما تضمن أن دم الاستحاضة ( كذا ) مثل كونه أصفر أو بارد ـ : « بأن الظاهر من الاستحاضة في هذه النصوص ـ على ما يساعده تتبع الأخبار سؤالا وجواباً ، بل تصريح أهل اللغة ـ هو الدم المتصل بدم الحيض بل الكثير من أقسامها كما في شرح المفاتيح .. » وحينئذ فهذه النصوص قاصرة عن التعرض لغير المستمر المختلط بالحيض لأنه لا يصدق عليه الاستحاضة.
__________________
(١) الوسائل باب : ٣ من أبواب الحيض حديث : ٤