وهذا كلّه ردّ على الله عزّ وجلّ لأنّ الله لا يسلّط الشّياطين على نساء النّبيّين حتّى ينكحوهنّ تبارك الله عمّا تقول الحشويّة وتعالى علوّا كبيرا.
__________________
ما نصه :
« مسألة ـ فان قيل : فما معنى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ ) أوليس قد روى فى تفسير هذه الآية أن جنيا كان اسمه صخرا تمثل على صورته وجلس على سريره ، وأنه أخذ خاتمه الّذي فيه النبوة فأنقاه فى البحر فذهبت نبوته وأنكره قومه حتى عاد إليه من بطن السمكة؟! الجواب قلنا : فأما ما رواه القصاص الجهال فى هذا الباب فليس مما يذهب على عاقل بطلانه وأن مثله لا يجوز على الأنبياء ـ عليهمالسلام وأن النبوة لا تكون فى خاتم ولا يسلبها النبي ولا تنزع عنه ، وأن الله تعالى لا يمكن الجنى من التمثل بصورة النبي ولا غير ذلك مما افتروا به على النبي ، وانما الكلام على ما يقتضيه ظاهر القرآن ( فخاض فى توجيهه بما لا يخالف مقام النبي وعصمته فمن أراده فليراجع هناك ) ».
قال الشيخ الطبرسى (ره) فى مجمع البيان فى تفسير قوله تعالى : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ ) ؛ الآية ، ضمن ما قال ما نصه : « وأما ما ذكر عن ابن عباس أنه القى شيطان اسمه صخر على كرسيه وكان ماردا عظيما لا يقوى عليه جميع الشياطين وكان نبى الله سليمان لا يدخل الكنيف بخاتمه فجاء صخر فى صورة سليمان حتى أخذ الخاتم من امرأة من نسائه وأقام أربعين يوما فى ملكه وسليمان هارب وعن مجاهد أن شيطانا اسمه آصف قال له سليمان : كيف تفتنون الناس؟ ـ قال : أرنى خاتمك أخبرك بذلك فلما أعطاه اياه نبذه فى البحر فذهب ملكه وقعد الشيطان على كرسيه ومنعه الله تعالى نساء سليمان فلم يقربهن ، وكان سليمان يستطعم فلا يطعم حتى أعطته امرأة يوما حوتا فشق بطنه فوجد خاتمه فيه فرد الله عليه ملكه. وعن السدى أن اسم ذلك الشيطان حيقيق وما ذكر أن السبب فى ذلك أن الله سبحانه أمر أن لا يتزوج من غير بنى اسرائيل فتزوج من غيرهم وقيل : بل السبب فيه أنه وطى امرأة فسال منه الدم فوضع خاتمه ودخل الحمام فجاء ابليس الشيطان فأخذه وقيل : تزوج