واختلاف! قالوا : قال النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ اختلاف أصحابى رحمة ؛ ولو كان المعنى على ما تأوّلوه لكان اتّفاقهم عذابا.
وهذا الحديث عندنا صحيح (١) وانّما معناه أنّه ( صلعم ) قال : اختلاف أمّتى رحمة ما كنت فيهم وبين أظهرهم لأنّهم اذا اختلفوا بحضرته ردّهم الى الحقّ فاجتمعوا
__________________
وليس فى ظاهر الآية لابليس ذكر وحكى البلخى عن جماعة من العلماء أنهم قالوا : لو صح الخبر لم يكن فى ذلك الا أنهما أشركا فى التسمية وليس ذلك يكفر ولا معصية واختاره الطبرى. وروى العياشى فى تفسيره عنهم : أنهم قالوا : كان شركهما شرك طاعة ولم يكن شرك عبادة ».
أقول : للسيد المرتضى (ره) مجلس فى تأويل هذه الآية فى أماليه المعروف بالغرر والدرر ( انظر مجلس ٧٢ ؛ ص ٢٣٥ ـ ٢٣١ ج ٢ من النسخة المطبوعة بتحقيق محمد أبى الفضل ابراهيم ).
__________________
(١) قال الصدوق فى معانى الاخبار ( انظر باب ١٠٨ ؛ ص ٥٠ من النسخة المنضمة بعلل الشرائع فى الطبع ) :
« معنى قوله عليهالسلام : اختلاف امتى رحمة ـ حدثنا على بن احمد بن محمد رحمهالله قال : حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفى عن أبى الخير صالح بن أبى حماد قال : حدّثني أحمد بن هلال عن محمد بن أبى عمير عن عبد المؤمن الانصارى قال : قلت لابى عبد الله عليهالسلام : ان قوما رووا أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : ان اختلاف أمتى رحمة فقال : صدقوا ، قلت : فان كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب ، قال : ليس حيث ذهبت وذهبوا ؛ انما أراد قول الله عز وجل : فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ، فأمرهم ان ينفروا الى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ويختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا الى قومهم فيعلموهم ، انما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا فى دين الله انما الدين واحد ».