ففى بعض الأمثال الّتي يضربها أولو العقول [ أنّ ] سهيلا اذا طلع بالعراق وقابل الزّهرة ضحكت إليه فقالت : ألست الّذي كنت (١) عشّارا وسخ الثّياب سهك (٢) الرّائحة
__________________
« باب أنواع المسوخ وأحكامها وعلل مسخها » ( انظر ص ٧٨٤ ـ ٧٩٠ من طبعة أمين الضرب ) وفيه نقلا عن المجالس والعلل ( وكلاهما للصدوق ) « قال الصدوق ـ رضى الله عنه ـ : ان الناس يغلطون فى الزهرة وسهيل ويقولون : انهما كوكبان وليسا كما يقولون ولكنهما دابتان من دواب البحر سميا بكوكبين كما سمى الحمل والثور والسرطان والاسد والعقرب والحوت والجدى وهذه حيوانات سميت على أسماء الكواكب وكذلك الزهرة وسهيل وانما غلط الناس فيهما دون غيرهما لتعذر مشاهدتهما والنظر إليهما لانهما من البحر المطيف بالدنيا بحيث لا تبلغه سفينة ولا تعمل فيه حيلة وما كان الله عز وجل ليمسخ العصاة أنوارا مضيئة فيبقيهما ما بقيت الارض والسماء ، والمسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة ايام حتى ماتت ، وهذه الحيوانات التى تسمى المسوخ فالمسوخية لها اسم مستعار مجازى بل هى مثل للمسوخ التى حرم الله تعالى أكل لحومها لما فيها من المضار ».
__________________
(١) كذا فى الاصل والصحيح الفصيح قد كان كذا « ألست الّذي كان عشارا » وذلك لان الموصول فى حكم الغائب وجرت عليه الآيات المباركة فى القرآن المجيد نحو يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ ». قال التفتازانى فى المطول فى أواخر الباب الثانى وهو فى أحوال المسند ـ إليه من أبواب المعانى ضمن تعداد اشياء ليست من الالتفات ما نصه ( ص ١٠٣ من النسخة المطبوعة بتبريز سنة ١٣٠١ ) : « ومنها : يا من هو عالم حقق لى هذه المسألة فانك الّذي لا نظير له فى هذا الفن ، ونحو قوله :
يا من يعز علينا ان نفارقهم |
|
وجداننا كل شيء بعدكم عدم |
فانه لا التفات فى ذلك لان حق العائد الى الموصول ان يكون بلفظ الغيبة وحق الكلام بعد تمام المنادى ان يكون بطريق الخطاب فكل من [ نفارقهم ] و [ بعدكم ] جار على مقتضى الظاهر ، وما سبق الى بعض الاوهام من أن نحو [ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ] من باب الالتفات والقياس