.................................................................................................
______________________________________________________
كالخطوات ، فإنّها مع كونها مقدمة للزيارة والحجّ يترتّب الثواب عليها ، مع أنّ مقتضى حكم العقل عدم استحقاق الثواب إلّا على ذي المقدّمة.
والمصنف (قده) تبعا لغيره دفع هذا التنافي بأحد وجهين :
أحدهما : كون الثواب مترتّبا على نفس ذي المقدّمة ، فما يترتّب على المقدّمة من الثواب مترتّب حقيقة على ذي المقدمة ، قال في التقريرات ـ بعد حمل
__________________
ثانيها : كون الثواب على ذي المقدّمة ، لأنّ أمره كما يدعو إلى متعلّقه ، كذلك يدعو إلى مقدّماته ، ففعلها إذا كان بدعوة أمر ذيها كان إطاعة للأمر النفسيّ ، فالثواب حينئذ مترتّب عليه ، لكون الإتيان بالمقدّمة بهذه الدعوة شروعا في امتثال الأمر النفسيّ.
ثالثها : انطباق عنوان راجح على المقدّمة يوجب الثواب عليها ، كعنوان تعظيم شعائر الله المحبوب في نفسه ، فإذا انطبق هذا العنوان مثلا على المشي إلى زيارة إمامنا المظلوم عليهالسلام كان الثواب عليه ، لا على مقدّميّته للزيارة.
نظير انطباق عنوان مخالفة بني أميّة لعنهم الله على ترك صوم عاشوراء ، أو التشبّه بهم على صومها الّذي هو عنوان مرجوح ، كما أنّ عنوان مخالفتهم راجح.
بل كلّ فعل مباح قصد به الطاعة يثاب فاعله عليه كما عن بعض المتكلّمين ، لصيرورته بهذا القصد من المطلوبات النفسيّة الّتي يترتّب على امتثال أوامرها القرب والمثوبة.
وبالجملة : انطباق مطلوب نفسيّ على المقدّمة ـ كانطباقه على مباح ـ وإن كان موجبا لترتّب المثوبة على فعله ، لكنه أجنبيّ عن عنوان المقدّمية. فإثبات الثواب بذلك للمقدّمة ـ كما عن بعض المحققين على ما في تقريرات شيخنا الأعظم ـ في غير محله ، لما عرفت من أنّ الثواب حينئذ يكون على المطلوب النفسيّ ، لا المقدّمي كما هو واضح.