لا في تمامه (١) يمكن أن يقال : إنّه حيث كان الأمر بها (٢) على حاله وإن صارت مضيّقة بخروج ما زاحمه الأهم من (٣) أفرادها من تحتها أمكن أن يؤتى بما زوحم منها بداعي ذلك الأمر (٤) ، فإنّه وإن كان خارجا عن تحتها بما هي مأمور بها ، إلّا أنّه (٥) لمّا كان وافيا بغرضها (*) كالباقي تحتها (٦) كان عقلا مثله في الإتيان
______________________________________________________
الأفراد المزاحمة صحّ. فالضّد المهم وإن صار منهيّا عنه بسبب الأمر بالأهم ، لكنه يصح الإتيان به بقصد أمر الأفراد غير المزاحمة.
(١) إذ لو كانت المزاحمة في تمام وقت المهم سقط طلب الطبيعة رأسا ، للمزاحمة.
(٢) أي : بالعبادة الموسّعة.
(٣) بيان ل ـ ما ـ الموصولة ، وضميرا ـ أفرادها ـ و ـ تحتها ـ راجعان إلى العبادة الموسّعة ، يعني : أنّ المزاحمة لم توجب سقوط الأمر عن طبيعة المهم رأسا ، بل أوجبت سقوطه عن الفرد المزاحم بالأهم ، وصيرورة وقت المهم مضيّقا ، لاختصاصه بغير وقت الأهم ، فالأمر بسائر أفراد المهم ـ ممّا لا يزاحم الأهم ـ باق على حاله ، فلا مانع من الإتيان بالمهم ـ كالصلاة في وقت الإنقاذ ـ بداعي الأمر المتعلّق بسائر أفراد الصلاة ممّا ليس في زمان الإنقاذ ، فإنّ الفرد المزاحم وإن كان خارجا عن حيّز الطبيعة بما هي مأمور بها ، لكنّه من أفرادها بما هي هي ، وممّا يفي بغرض المولى. فحينئذ لا يفرق العقل بين هذا الفرد المبتلى بمزاحمة الأهم ، وبين الأفراد غير المزاحمة في الوفاء بالغرض الداعي إلى الأمر الّذي يسقط به ، كسقوطه بغيره من الأفراد الباقية تحت الطبيعة.
(٤) أي : الأمر المتعلّق بالطبيعة وإن خرج عنها الفرد المزاحم.
(٥) هذا الضمير ، وكذا ضمير ـ فإنّه ـ راجعان إلى ـ ما زوحم منها ـ.
(٦) هذا الضمير ، وكذا ضميرا ـ عن تحتها ـ و ـ بغرضها ـ راجعة إلى العبادة.
يعني : أن الفرد المزاحم كغيره من الأفراد الباقية تحتها.
__________________
(*) الأولى : تذكير الضمير ، ليرجع إلى المولى.