والخبر المستفيض عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كما قيل (١) أنّه قال لهند زوجة أبي سفيان وقد قالت : إنّ أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي ـ : « خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف » (٢) وكان أبو سفيان غائباً عن المجلس.
وإطلاق العبارة ونحوها من عبائر الجماعة يقتضي عدم الفرق في الغائب بين كونه غائباً عن البلد ، أو حاضراً فيه متعذّراً عليه حضوره المجلس أم لا.
ولا خلاف فيه في الأوّل مطلقا سواء كان بعيداً أو قريباً. وكذا في الثاني إذا كان الحضور عليه متعذّراً ، بل عليه الوفاق في المسالك (٣) ، والإجماع في غيره (٤).
واختلفوا فيه مع عدم تعذّر الحضور عليه على قولين ، فبين :
مانع عن القضاء عليه حينئذ ، كالشيخ في المبسوط (٥) ؛ معلّلاً بأنّ القضاء على الغائب موضع ضرورة فيقتصر فيه على محلّها ؛ وأنّه ربما وجد مطعناً ومدفعاً ، وجاز الحكم في الغائب للمشقّة بطول انتظاره. ومال إليه المقدس الأردبيلي (٦) رحمهالله.
وبين مجوّز كالفاضلين والشهيدين وفخر الدين وغيرهم من متأخّري
__________________
(١) قاله في المسالك ٢ : ٣٧٠.
(٢) المتقدم في ص ١٥٥.
(٣) المسالك ٢ : ٣٧٠.
(٤) انظر الخلاف ٦ : ٢٣٩.
(٥) المبسوط ٨ : ١٦٢.
(٦) مجمع الفائدة والبرهان ١٢ : ٢٠٥.