وبين ان مذهب السلف : أنه تعالى لم يزل متكلما إذا شاء ، ومتى شاء ، وكيف شاء ، وإنه يتكلم بصوت.
وشيخ أبي غدة ينفي الصوت المسموع (مقالات الكوثري ص ٢٦) ، ويقول في تعليقه على «كتاب البيهقي» : «الأسماء والصفات» (ص ١٩٤):» إن موسى عليهالسلام لما كلمه الله تعالى تكليما لم يسمعه صوته ، وإنما أفهمه كلامه بصوت تولى خلقه من غير كسب لأحد ....»!
المسألة الثالثة : قال «الإمام» (ص ٢٨٠) تبعا للطحاوي :
«وهو (تعالى) مستغن عن العرش وما دونه ، محيط بكل شيء وفوقه» والكوثري لا يؤمن بفوقية الله تعالى على خلقه حقيقة كما يليق بجلاله ، بل إنه ينسب القائلين بها من الأئمة إلى القول بالجهة والتجسيم!
المسألة الرابعة : يثبت الإمام «الفوقية المذكورة بأدلة كثيرة جدا ، في بعضها التصريح بلفظ «الأين» الذي سأل به رسول الله صلىاللهعليهوسلم الجارية ليتعرف على إيمانها». وشيخك يا أبا غدة ينكر مثل هذا السؤال تبعا لتشكيكه في صحة الحديث كما سبق (ص ٢٧) ، فهل تؤمن أنت بهذا الحديث ، وتجيز هذا السؤال الذي سأله الرسول صلىاللهعليهوسلم.
المسألة الخامسة : يقول «الإمام» تبعا للأئمة مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة :
«إن الإيمان هو تصديق بالجنان ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان. وقالوا : يزيد وينقص».
وشيخك تعصبا لأبي حنيفة يخالفهم مع صراحة الأدلة التي تؤيدهم من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح رضي الله عنهم ، بل ويغمز منهم جميعا مشيرا إليهم بقوله في «التأنيب» (ص ٤٤ ـ ٤٥) إلى «أناس صالحون» يشير أنهم لا علم عندهم فيما ذهبوا إليه ولا فقه ، وإنما الفقه عند أبي حنيفة دونهم ، ثم يقول : إنه الإيمان والكلمة ، وإنه الحق الصراح. وعليه فالسلف وأولئك الأئمة الصالحون (!) هم عنده على الباطل في قولهم : بأن الأعمال من الايمان ، وأنه يزيد وينقص. وقد