سيد الأنبياء على القليب بما يصدع القلوب : «زمّلوهم بدمائهم فإنهم يحشرون يوم القيامة وأوداجهم تشخب دما».
فما بدر إلا منبع النور والصفا |
|
يضيء لأهل الأرض من أفق السما |
مصارع عشاق تجلّت قلوبهم |
|
بحبّهم الرحمن حبّا متيما |
والخطاب متوجّه إلى الرسول الكريم لما هو رأس الامة ورئيسهم ، فيشمل المؤمنين.
والآية : الدلالة الواضحة. والفئة : الجماعة الملفّقة مع غيرها لغرض من الأغراض. والالتقاء : الاجتماع والتلاقي.
والآية لم تذكر واقعة بدر بالاسم ، ولكنها تشير إلى أمر معهود بين المؤمنين المخاطبين ، فتنطبق على واقعة بدر ، إذ لم يعهد أن يكون التصرّف في الأبصار في غيرها.
وغزوة بدر من أهم غزوات الرسول الكريم ، وهي أوّل غزوة خرج المسلمون منها منتصرين.
وبدر : اسم ماء بين مكّة والمدينة ، وقد وقعت في السابع عشر من شهر رمضان من العام الثاني للهجرة ، وجيش المسلمين مؤلّف من ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، سبعة وسبعون منهم من المهاجرين ، وصاحب رايتهم علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ومائتان وستة وثلاثون من الأنصار وصاحب رايتهم سعد بن عبادة ، وكان في العسكر تسعون بعيرا وفرسان أحدهما للمقداد بن عمرو ، والآخر لمرثد بن أبي مرثد ، وكان معهم ستّة دروع وثمانية سيوف ، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار ، والرعب يقدم جميع المسلمين ، وكان نصر الله يرفرف فوق رؤوسهم ، والنبيّ الأعظم هو السبب المتّصل بين الأرض والسماء ، فكان النصر حليفهم والغلبة أليفهم ، ونزلت كلمة التوحيد من السماء وجعلها أهل بدر شعارهم وعلى أعلامهم.
ويرجى من المسلمين أن يجعلوا هذه الواقعة نصب أعينهم ويهتدوا على هديها ويكونوا من البدريّين.