الأخفش ، أو من (كلمة) ، وهي وإن كانت نكرة لكنها موصوفة بما بعدها ، والتذكير باعتبار المعنى.
وكذا الحال في بقية الأوصاف المعطوفة : ومن المقرّبين ، ويكلّم ، ومن الصالحين ، ويكلمه ، رسولا. ولا يضرّ عطف الفعل على الاسم في بعض الأفراد منها.
وقوله تعالى : (وَكَهْلاً) عطف على الظرف في المهد ، الذي هو حال من الضمير في الفعل ، والكهل ـ كما عرفت ـ من جاوز الثلاثين ، وقد ذكر العلماء أن ابن آدم ما دام في الرحم فهو جنين ، فإذا ولد فهو وليد ، وما دام يرضع فهو رضيع ، وإذا فطم فهو فطيم ، وإذا دبّ فهو دارج ، وإذا بلغ خمسة أشبار فهو خماس ، وإذا سقطت رواضعه فهو مثغور ، وإذا ثبتت أسنانه فهو مثغر ، فإذا قارب عشر سنين أو جاوزها فهو مترعرع وناشئ ، وإذا بلغ الحلم أو كاد فهو يافع أو مراهق ، وإذا احتلم فهو حرور ، واسمه في جميع هذه الأحوال غلام ، وإذا اخضرّ شاربه وأخذ عذاره يسيل قيل قد بقل وجهه ، وإذا صار ذا فتاء فهو فتى وشارخ ، وإذا اجتمعت لحيته وبلغ شبابه فهو مجتمع ، ثم ما دام بين الثلاثين والأربعين فهو شاب ثم كهل إلى أن يستوفى الستين ، هذا في الذكور. وأما في الإناث ، فهي طفلة ثم وليدة ، ثم كاعب إذا كعب ثدياها ، ثم ناهد ، ثم معصر إذا أدركت ، ثم عانس إذا ارتفعت عن حدّ الإعصار ، ثم خود إذا توسطت الشباب ، ثم مسلف إذا جاوزت الأربعين ، ثم نصف إذا كانت بين الشباب والتعجيز ، ثم شهلة وكهلة إذا وجدت من الكبر وفيها بقية وجلد ، ثم شهربة إذا عجزت وفيها تماسك ، ثم حيزبون إذا صارت عالية السن ناقصة العقل ، ثم قلعم ولطلط إذا انحنى قدّها وسقطت أسنانها.
وآية في قوله تعالى : (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ) في موضع الحال ، أي متلبّسا بآية ، والباء للملابسة ، والتنوين للتفخيم دون الوحدة.
والضمير في قوله تعالى : (فَأَنْفُخُ فِيهِ) يرجع إلى الطير باعتبار المعنى ، وفي سورة المائدة أنّث الضمير ، قال تعالى : (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي