فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص».
أقول : أمثال هذه الرواية تدلّ على عظمة القرآن ورفعة شأنه ، الملجأ في الفتن والشدائد ، وقوله صلىاللهعليهوآله : «ما حل مصدق» ، أي خصم مجادل مصدق.
وأما قوله صلىاللهعليهوآله : «ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة» ، أي جعله منهجا في عمله ، كما أن المراد من الجعل في الخلف ترك العمل به ، ومعلوم أن العمل بالقرآن يوجب الفوز بالجنّة ، كما أن ترك العمل به يوجب الدخول في النار.
وأما قوله صلىاللهعليهوآله : «وهو الفصل ليس بالهزل» ، أي الفاصل بين الحقّ والباطل. والمراد من نفي الهزل نفي أي وجه من البطلان عنه.
وأما قوله صلىاللهعليهوآله : «وله ظهر وبطن» ، المراد من الظاهر ما يفهم من ظاهر الآيات الشريفة ، والمراد من الباطن الإشارات والرموز التي يجمعها القرآن التي تحدث إلى يوم القيامة قرنا بعد قرن ، والظاهر والباطن موجودان في كلمات الأكابر والعظماء ، فكيف بكلمات الله تبارك وتعالى التي يتشعع معارف بطونها إلى يوم القيامة.
وأما قوله صلىاللهعليهوآله : «فظاهره حكم وباطنه علم» ، المراد من الحكم التصديق الجازم ، وليس المراد بذلك الحكم المصطلح عليه عند الفقهاء ، بل هو الأعمّ منه ، والمراد من العلم هو القضايا الحقيقيّة الكاشفة عن الحقائق التي هي العلوم الواقعيّة ، لأنّ كلّ تصديق يكشف عن علم ، والعلم تابع لظاهر التصديق.
والمراد من علمية الباطن ـ مع أن ظاهره علم أيضا ـ هو العلم الذي اختصّ به أولياؤه المكرمون.
وأما قوله صلىاللهعليهوآله : «ظاهره أنيق وباطنه عميق» ، المراد من الأنيق حسن الأسلوب والإبداع ، وأن الأفئدة تهوى إليه ، وأما أن باطنه عميق فلأن العقول قاصرة عن الإحاطة بتأويلاته ، وكلّ ما تأمّل فيه يتجدّد لها معنى غير الأول.
وأما قوله صلىاللهعليهوآله : «له تخوم وعلى تخومه تخوم» ، التخم (بفتح التاء) حدّ الشيء وعلامته ، والجمع التخوم ، والمراد به حدّ معاني القرآن وعلاماته ، ولا ريب في أنها